قالت صحيفة "Periodistadigital" الإسبانية إن ثغري سبتة ومليلية يعانيان عاصفة تحول ديمغرافي حقيقي ناتج عن مشكل الهجرة والشيخوخة، في وقت تعرف فيه معدلات المواليد المغاربة ارتفاعا ملحوظا، مشيرة إلى أن "15 طفلا مغربيا رأوا النور خلال يوم واحد فقط بقسم طب النساء والتوليد بالمستشفى الجهوي لمدينة مليلية، مقابل مولود إسباني واحد. وتبعا للمنبر ذاته، فإن المركز الوطني الإسباني للإحصائيات غير قادر على إجراء تعداد لسكان كل من سبتة ومليلية حسب الانتماء العرقي؛ فيما تفيد المعطيات الواردة في التقرير الأخير الذي أعده المعهد الملكي الإسباني "Elcano" بأن "المغاربة يشكلون 50 في المائة من التركيبة السكانية للثغرين، بالإضافة إلى أن 70 في المائة من مجموع التلاميذ المتمدرسين بمختلف الأسلاك التعليمية هم من أصول مغربية". وأضافت "بيريوديستا ديخيتال" أن "المعطيات المشار إليها توضح بالملموس بروز تحول ديموغرافي في ال15 سنة الأخيرة، خاصة بثغري سبتة ومليلية اللذين سيتحولان مستقبلا إلى رقعة أرضية يقطنها فقط العرب والأمازيغ"؛ مردفة أن "هذا التغيير الحاصل سيكون له تأثير مباشر على الجانب الأمني والهوياتي والثقافي والاجتماعي والسياسي؛ وذلك في ظل تنامي هجرة الإسبان منهما إلى تراب المملكة الأيبيرية بالضفة الشمالية من البحر". وفي منحى ذي صلة، تحدث معهد "إلكانو"، المختص في إعداد الدراسات والتقارير، عمّا أسماه "المغربة العرقية لسبتة ومليلية" بسبب الزيادة في معدلات الزواج والولادة في صفوف العائلات المغربية؛ الأمر الذي يفسر "تدني المستوى التعليمي بالمدينتين، لكون غالبية التلاميذ يتحدثون إما الأمازيغية أو العربية في حياتهم اليومية، ولا يتواصلون بالإسبانية إلا خلال أوقات الحصص الدراسية"، وفق تعبيره. وأشار المعهد ذاته إلى أن "المطالب اللغوية والثقافية والدينية بالثغرين تزداد كل مرة، كما أن التطرف يشهد ارتفاعا في أوساط الساكنة بالنظر إلى عدد الخلايا الإرهابية التي جرى تفكيكها بمنطقة تحولت إلى بؤرة لتجنيد الراغبين في القتال في صفوف التنظيمات العدائية بسوريا والعراق"، في وقت يرى فيه المنبر الإعلامي الإسباني المذكور أن "هذه المؤشرات بإمكانها تهديد الأمن الوطني وتغذية الأفكار المتطرفة". واختتمت الصحيفة الإسبانية مقالها التحليلي بالقول إن "الضعف الداخلي الذي تعانيه إسبانيا حاليا، نتيجة المطالب الانفصالية المتكررة لإقليم كتالونيا، والوضعية الاقتصادية والسياسية المتردية التي تشهدها البلاد، عوامل من شأنها إحياء وتأجيج الخطاب القومي لدى سلطات الرباط كما حدث إبان فترة احتضار فرانكو"، في إشارة إلى مطالب المملكة المغربية باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية المتاخمتين لتطوان والناظور، على التوالي.