تتحول الدول الإفريقية، بشكل تدريجي، إلى مصدر رئيسي لتنمية نشاط المقاولات المغربية؛ وذلك بحسب ما كشف عنه استطلاع أنجزته مؤسسة "BearingPoint"، الذي أفاد بأنه قبل خمس سنوات كانت الدول الإفريقية تشكل 5 في المائة من رقم معاملات 49 في المائة من المقاولات المغربية التي شملها الاستطلاع، متوقعا أن يترفع هذا الرقم إلى 14 في المائة بحلول سنة 2020. وأفاد جل المستجوبين من أصحاب المقاولات المغربية بأن رقم معاملاتهم في الدول الإفريقية سيرتفع إلى 75 في المائة بعد عشر سنوات؛ وذلك لكون الدول الإفريقية التي انفتح عليها المغرب مازالت أسواقها تعيش حالة من الطلب المرتفع مقارنة بالسوق المغربية. ورصدت المؤسسة أن المغرب بات منافسا جديدا في إفريقيا جنوب الصحراء للشركات الفرنسية التي تعتبر هذه المنطقة مجالها الحيوي، وهي حاضرة فيه منذ عدة عقود بحكم تاريخ فرنسا الاستعماري لهذه الدول. ومع ذلك، فإن الاستطلاع بيّن أن أصحاب المقاولات المغربية ونظرائهم الفرنسيين متفائلون بإمكانية تحقيق نمو لأنشطتهم في الدول الإفريقية، وبأن الفرص في هذه الدول كافية لكلا الطرفين. وخلال العام الحالي باتت الأنشطة الإفريقية تشكل 5 في المائة من مداخيل نصف الشركات المغربية التي شملها الاستطلاع، كما عبّر 20 في المائة من المستجوبين عن أملهم في أن تصبح إفريقيا تشكل 50 في المائة من رقم معاملاتهم خلال السنوات الخمس المقبلة. وأكدت المؤسسة أن هذه الأرقام الجديدة تشكل توجها جديدا وكبيرا للمقاولات المغربية التي تخلصت من تخوفاتها من الاضطرابات الأمنية والسياسية التي تعاني منها هذه الدول وما يمكن أن يشكله ذلك من تأثير على أعمالها، بل على العكس من ذلك باتت الشركات المغربية ترى في دول القارة السمراء فرصتها لتوسيع أنشطتها والرفع من أرباحها. وبالإضافة إلى التوجه المغربي نحو الدول الإفريقية، وربطه لعلاقات اقتصادية معها، فإن القارة السمراء باتت تغري جميع المقاولات الباحثة عن توسيع أنشطتها، فالقارة ستضم أزيد من ملياري شخص بحلول سنة 2050، وتتوفر على 900 مليون شخص ينتمون للطبقة المتوسطة، وهي مؤشرات تدفع الشركات إلى الدخول في منافسة قوية لضمان موطئ قدم في العديد من الدول الإفريقية.