أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، في كلمة في جامعة دمشق، الاثنين 20 يونيو، أنه لا يمكن أن يجري اصلاح "عبر التخريب والفوضى"، مؤكداً ضرورة "اصلاح ما خرب، واصلاح المخربين أو عزلهم للاستمرار في التطوير"، فيما ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج في المزيد من التظاهرات، رداً على ما جاء في الخطاب الذي يبدو أنه لم يقنع المحتجين. وانتقد النشطاء، الذين لم ينتظروا انتهاء الخطاب، تصنيف الأسد للمحتجين إلى اصحاب مطالب ومخربين وأصحاب فكر تكفيري، وقالوا "المجرمين هم مخابرات النظام .. الذي قتل 1600 وجرح 6000 واعتقل 15000". وكتب نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "طبعاً لحظة انتهاء الخطاب ستكون الشرارة لخروج مظاهرات "تليق" بالخطاب.. شاركونا في جميع أنحاء سورية". وقال الرئيس السوري في خطابه، إن "المؤامرة" ضد سورية تزيدها "عزة ومناعة"، مشيراً إلى أن البلاد تمر في "لحظة فاصلة" بعد "أيام صعبة". وعبر عن تعازيه "لعائلات الشهداء" الذين سقطوا في الاحتجاجات، مشدداً على أن "الشهداء الذين سقطوا خسارة لأهلهم، وللوطن ولي شخصياً أيضاً". وبعد أن تحدث عن وجود "مؤامرة بالتأكيد"، ذكر الأسد أن "المؤامرات كالجراثيم لا يمكن ابادتها.. إنما يجب أن نقوي المناعة في أجسادنا". وأضاف "لا اعتقد أن سورية مرت بمراحل لم تكن فيها هدفاً لمؤامرات مختلفة قبل أو بعد الإستقلال". وأشار الأسد إلى أن "أصحاب الفكر المتطرف شوهوا صورة الوطن خارجياً، وفتحوا الأبواب بل دعوا إلى التدخل الخارجي، وحاولوا بذلك إضعاف الموقف السياسي الوطني المتمسك بعودة الحقوق الوطنية كاملة". وتابع "أصحاب الفكر المتطرف عملوا على استحضار خطاب مذهبي مقيت، لا ينتمي إلينا ولا ننتمي إليه، ولا نرى فيه سوى التعبير عن فكر قبيح حاشى ديننا وتاريخنا وتقاليدنا أن تربط به أو تقربه، وحاشى انتماؤنا الوطني والقومي والأخلاقي أن يدنس به". وأردف "الرد على أصحاب الفكر المتطرف جاء من قبل الشعب السوري، الذي هبّ بمجمله ليثبت مرة أخرى وعيه الوطني الذي فاق التوقعات في ظل هجمة افتراضية غير مسبوقة". وأكّد الرئيس السوري أنه سيشكل لجنة لدراسة تعديل الدستور السوري، كاشفاً أن هذه اللجنة ستطرح توصياتها في غضون شهر. وحثّ آلاف اللاجئين الذين فروا من الاضطرابات في شمال سورية إلى تركيا المجاورة، على العودة في أقرب وقت ممكن، لكنه قال إنه لا يمكن إيجاد حل سياسي مع أناس يحملون الاسلحة. وهي الكلمة الثالثة للأسد منذ مارس الماضي، تاريخ بدء حركة احتجاجية لا سابق لها منذ توليه السلطة.