في جنازة مهيبة، استطاعت تذويب جليد الخلافات السياسية، شيع جثمان والدة رئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بنكيران، مفتاحة الشامي، عصر الثلاثاء بمقبرة الشهداء بالرباط؛ وذلك بحضور عدد من المستشارين الملكيين، كعبد اللطيف المانوني والطيب الفاسي الفهري وعمر عزيمان، وأندري آزولاي الذي قدم تعازيه وغادر رأسا. الجنازة التي انطلقت من فيلا رئيس الحكومة المكلف، مرورا بشارع محمد الخامس، وصولا إلى مسجد الشهداء، حيث تمت الصلاة على جثمان الفقيدة، قبل أن توارى الثرى بمقبرة الشهداء، عرفت مشاركة كثيفة لقياديي وأعضاء حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، وقادة سياسيين تقدمهم نبيل بنعبد الله، إلى جانب إعلاميين وفنانين. بنكيران، الذي بدا متأثرا وواجما عند وقوفه على قبر والدته ذارفا الدموع، لم يستطع أن ينبس بكلمات ترثي فقيدته على عكس عادته خلال الجنائز، وما لبث أن توجه إلى سيارته عقب انتهاء الفقيه من تلاوة الدعاء وآيات بينات من الذكر الحكيم، متوجها إلى جميع الحاضرين بالشكر ومقدما لهم العزاء بدوره. وكانت والدة عبد الإله بنكيران قد وافتها المنية عن عمر ناهز 91 عاما، ليلة أمس الاثنين، عقب مدة طويلة من المرض، ليتوافد عدد كبير من الحضور لتقديم واجب العزاء على فيلا بنكيران بحي الليمون؛ فيما أجمع الحاضرون على أن فقدان رئيس الحكومة لوالدته التي تجمعه بها علاقة خاصة "يُغيِّب سندا قويا ودعامة صلبة لطالما أسدت له النصائح بحكمة ورزانة". وكان الملك محمد السادس بعث برقية تعزية لبنكيران، معربا عن تأثره وحزنه إثر وفاة والدة رئيس الحكومة، وقال فيها: "تلقينا بتأثر بالغ وحزن عميق نعي المشمولة بعفو الله تعالى ورضاه، والدتك المبرورة الحاجة مفتاحة الشامي، التي اختارها الله إلى جواره في هذه الأيام المباركة من شهر ربيع الأول". ودعا الملك الله تعالى أن "يتقبل الفقيدة العزيزة في عداد الصالحين من عباده الموعودين بالمغفرة والرضوان، وأن يمطر عليها شآبيب رحمته، ويجزيها خير الجزاء على ما قدمت بين يدي ربها من جليل الأعمال وخالص المبرات"، وفق التعبير الوارد في البرقية.