نعيش بؤسا كأمة عربية إسلامية تكالبت علينا كل صروف الدهر. الحرب غدت ماكينة يومية تطحننا وتعتصر كياننا. اضحى سقف مطمحنا تحقيق حاجات هامشية، كالحق في الهجرة، والتوصل بالمساعدات الانسانية، الحق في الماء والخبز. الحق في تمكين من شاءت الصدف أن يبقى حيا داخل أجواء الدمار من قطرة ماء، في انتظار مواجهة موت متربص. الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق تعبر عن دمار حقيقي وعن نهاية فاجعة لامتنا المنهوكة. انها خطة محكمة يذكيها الإرهاب الإسلامي، ويؤطرها المجتمع الدولي بكافة اجهزته. أجهزة الدمار الشامل التي ترعى القتل وسحق الشعب العربي، الأجهزة الحقوقية والإنسانية الدولية، التي تشرع باسم الديموقراطية والحداثة وحقوق الانسان، موجة الإبادة الجماعية التي تؤطرها الدول الكبرى وتتحكم في مساراتها. جميع الأجهزة الدولية تحاصر وجودنا لتعدمه، بحثا عن التغلغل في مسارب الكيان العربي، ونصرة إسرائيل التي تحقق توازنات الغرب الاستعماري وتسهل مأموريته في التحكم في اقتصادنا وسياستنا وكياننا. ما تحصده آلة الدمار الحداثية والعصرية من أرواح، تحت يافطة حقوق الانسان ومواجهة الإرهاب والطغيان، اضعاف مضاعفة مما تحصده الة الإرهاب الاسلامي العمياء التي لا ترعى سوى الشر ولا تزرع او تحصد غيره. الغرب الأوروبي يتحامل على امتنا ليجد المكانة لإسرائيل، وليستغل نفطنا وعجزنا، وينفذ من تشرذمنا وتقاتلنا، ليصيب وجودنا في الصميم، وليعدمنا والى الابد. الإرهاب الإسلامي بجميع اشكاله، الذي يمارس القتل والتكفير ليعم الدمار وينتشر تحت دعوى الرد على الكفار وسحقهم. والذي يتصور انه سيعلي راية الإسلام بمحق الكفار وتحقيق دولة الخلافة، وإعادة الاعتبار والمشروعية للإسلام وللمسلمين. لا يعملان سوى على ان تسويغ تدخل الة الحرب الغربية، التي لا تعرف سوى مصالحها وتوازناتها المالية، ضدا على وجودنا وامتصاصا لدماء وحياة الأمم الفقيرة. أصبح الموت والدماء حاجة يومية للمواطن العربي، الذي يفيق على القتل، ويشرب من دماء بعضه، وينام قاتلا او مقتولا. انها قمة الياس والتدمير الذاتي. نرمي بأنفسنا في طاحونة القتل اليومي لتعتصرنا. هل اضحى الموت اختيارا ام انتحارا؟ ردة فعل همجية، ام نهاية للمعنى والمغزى الوجود؟ الموت تحت دعوى الدفاع عن حقوق الانسان وكرامته، باسم الحداثة والديموقراطية الغربية، التي تستهدف الامة العربية وتقتات وتغتني وتتعملق على حساب فرقتنا وغبنا وتطاحننا. كما الموت الذي يمارس بين الطوائف والملل والنحل من شيعة وسنة، من داعش وصفوة، تحت دعوى اعلاء كلمة الحق وإعادة مجد الإسلام وتركيز الخلافة الإسلامية. يعيش التطرف الإسلامي وهم إعادة الامجاد ليكفر كل مختلف، ويساهم في الدمار الماحق، الذي ترعاه الالة العسكرية والسياسية والاقتصادية الغربية بكل وسائلها المختلفة. لقد تكالبت علينا الموت من كل الأطراف. نقتل بعضنا ونهيج الآخر على دحرنا. * كاتب من المغرب