الصورة لضحيتين من ضحايا أركانة الذي شككت فيه الجماعة موحى الأطلسي
على الرغم من تجريم الدين الإسلامي الحنيف للسرقة وتشريعه على ضرورة قطع يد السارق، وفق شروط معلومة، لم تتوان جماعة "العدل والإحسان" في اقتراف هذا الجرم المشهود بكونه موصوفا وعلى سبق إصرار وترصد، على الأقل مرتين.
الأولى، حين استغلت الظرف المأساوي لوفاة مواطن بأسفي، ونسبت الفقيد إلى جماعتها، على الرغم من أن ساكنة عاصمة السردين تعرف أكثر من غيرها عدم وجود أي علاقة بين المرحوم كمال العماري و جماعة شيخ "التخريف" الحالم ب"القومة".
أما السرقة الثانية، فضحيتها المغاربة قاطبة،إذ نصبت هذه الجماعة المارقة نفسها وصية على الشعب المغربي، من خلال مانشرته في موقعها الالكتروني تحت عنوان" الشعب يريد من قتل الشهيد؟".
ولأن الشيخ المصاب بالهلوسة، و الطامع في "الخلافة" بناء على خرافات يراها وهو أتباعه في أضغاث الأحلام، مجبول على النصب والاحتيال حتى على الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، فإن جماعته نصبت نفسها "طبيبا شرعيا" يفهم في علم التشريح، ومدعيا عاما يكيل الاتهام بالقتل للآخرين دون أدنى قرينة أو بينة، كما وجهت للدولة المغربية كيلا من الاتهامات من قبيل "تزوير الانتخابات"، في رجم بالغيب،لأن "العدل والإحسان" لا تعترف أصلا بالديمقراطية ولا بصناديق الاقتراع.
ولأن أية النفاق لصيقة بزاوية الشيخ ياسين، فقد استحضرت، في نهاية المطاف "الشهيد المهدي بنبركة" متهمة المخزن بقتله، في حين أن ذاكرة المغرب لا تزال تستحضر خرجات دهاقنة التطرف و غربان الظلام المتهجمة على بنبركة والمستهجنة لنعته بالشهيد. فقد تناست الجماعة شهيدا آخر اسمه عمر بنجلون الذي سلبته عناصر ظلامية الحق في الحياة بطعنات غادرة في العام 1975.
أما كبرى الأثافي، فتتمثل في جهر الجماعة بمساندة الإرهاب و محاولتها تبرئتها الضالعين في تفجيرات 16 ماي 2003 و تفجير "أركانة" ، من خلال ترويجها ل"نظرية المؤامرة"، وهو ما يوضح النية الحقيقية لزرع بذور الفتنة.
هنا يجب فتح قوسين، للتساؤل عما إذا كانت مصالح السفارة الأمريكية التي دأبت على التواصل مع ندية ياسين، ستغير موقفها بعد أن كشفت الجماعة عن تعاطفها مع الإرهاب؟ وبالربط بين ما سلف، تنكشف يوما بعد يوم، سياسة "التقية" المنتهجة من طرف جماعة ياسين، فهي تريد أن تبقى في الظل، ولكنه ظل الجمر الموقد للنار اللاهبة، حتى يطمئن العالم و تطمئن أمريكا إلى أن الجماعة وحلفاؤها لا يفكرون في إقامة "دولة الخلافة" المبنية على المواجهة بين "دار السلم" و"دار الحرب" وبين "المؤمنين"و"الكفار"! وهكذا يتبين من خلال مواقف هذه الجماعة تسترها وراء الدين لغايات خبيثة جوهرها إحراق البلد الآمن و التحريض على الكراهية و سفك الدماء في الشوارع، لكن هيهات هيهات، فالمغاربة شعب على درجة كبيرة من النباهة، ويؤمن بأن ما الموت على الجميع حق، وبأن "الحذر لا يوقف القدر". رحم الله كمال العماري و أسكنه فسيح الجنان وألهم أهله الصبر والسلوان، ونجانا من الذين يريدون الركوب على موت مواطن لنشر الموت والدمار في وطن بأكمله.