احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الجمعة 2 دجنبر 2016،باليوم الوطني ال 45 والذي يمثل ذكرى قيام اتحاد الإمارات على يد المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونظرا للعلاقات الثقافية والدبلوماسية الوطيدة التي تربط بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نستحضر بعضا من تجليات هذه العلاقات الثقافية المتميزة، والمتمثلة في نموذج "مجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية، التابعة للمركز الأكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية والشرق أوسطية والخليجية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية المركب الجامعي أكدال (ظهر المهراز سابقا)، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس،حيثتأسست هذه المجموعة بمبادرة من الدكتور عبد الله بنصر العلوي سنة 1998، وقامت بأنشطة علمية مشتركة بين البلدين، من أبرزها تنظيمالأيام الثقافية المغربية الإماراتية بحضور أكاديمية الشعر بأبوظبي، من خلال معرض الكتاب الإماراتي، وندواتعلمية، وتنظيم لقاءات وزيارات بين البلدين، إضافة إلى إصدار سلسلة من الكتب والمؤلفات، وبذلك تكون هذه المجموعة العلمية قد راكمت تجربة نموذجية في التعاون العلمي والتواصل الثقافي بين المملكة المغربية ودولة الإمارات، جديرة بالمتابعة والاهتمام. لم يتوقف عطاء مجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية، على تنظيم ندوات مشتركة بين البلدين فحسب، وإنما تطلع إلى تحقيق جملة من المشاريع الثقافية، بعضها أُنجز والبعض الآخر في طور الإنجاز، ونستحضر منها الآتي: - مشروع ندوة حول الاستثمار الثقافي – الاقتصادي العربي، والمطالبة بإحداث مجالات الاستثمار في القطاع الثقافي، وتمكين بعض العائد من أرباح الاستثمار الاقتصادي في خدمة الثقافة العربية وتشييد بنياتها الأساسية. - السعي إلى تأسيس مكتبة إماراتية موسعة بمدينة فاس، توفر للباحثين كل ما يساعدهم في أبحاثهم المتعلقة بالثقافة الإماراتية من كتب ومجلات ومراجع معرفية ومنشورات، وأنظمة إعلامية معاصرة للتوثيق والاتصال. - عقد شراكات ثقافية بين مجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية وأخرى مماثلة لها وبين المؤسسات الثقافية والإماراتية قصد تحقيق المزيد من التواصل من أجل: تعزيز دينامية التواصل الثقافي بين المغرب والإمارات بإنشاء شبكة معلوماتية ثقافية متخصصة، وإغناء الأدبية العربية لتستوعب معالم التواصل في تفاعل المقومات، والتوسع في الدرس الأكاديمي الجامعي ليشمل الثقافة العربية في المغرب والإمارات، كإحداث كرسي للأدبيات الإماراتية في بعض الجامعات المغربية، وكرسي آخر للأدبيات المغربية في بعض الجامعات الإماراتية، إضافة إلى عقد ندوات أكاديمية تتعلق بالأجناس الأدبية والفنية ودراسة الشخصيات الأدبية الفاعلة في المشهد الثقافي المغربي – الإماراتي، وأخيرا تقديم شهادات تقديرية تكريما للشخصيات الأدبية الفاعلة في ثقافة البلدين، واعتبارها من الأعضاء الشرفيين المنتمين لمجموعة البحث. وقد أثمرت جهود هذه المجموعة البحثية في خدمة التواصل الثقافي بين المغرب والإمارات وتعزيزه عبر إصدار سلسلة من المؤلفات، موسومة ب"في صحبة الأدبية الإماراتية"،والتي أضاءت جوانب من الإبداع الأدبي في دولة الإمارات، وقدمت حصيلة للمنجز الإبداعي الأدبي في هذا البلد العربي المعطاء على مستوى الثقافة وخدمة الفكر العربي وقضايا الأمة الإسلامية. من أهم أعمال مجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية، إصدار كتاب"الفاعلية الأكاديمية في الحضور الثقافي بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة"، تأليف الدكتور عبد الله بنصر العلوي، مركزا في هذا الكتاب على نشاط الباحثين الأكاديميين المغاربة في تحقيق نوع من التواصل الثقافي والتكامل العلميوتعزيزه واستمراره بين البلدين المغرب والإمارات، وذلك من خلال رصد بعض تجلياته وتتبع آثاره؛ كمشاركة الأدباء والشعراء المغاربة في عدد من اللقاءات والندوات، وكذا إسهامهم في المجلات الإماراتية، بالإضافة إلى الزيارات المتبادلة بين المؤسسات الثقافية المغربية والإماراتية في شؤون الأدب والنقد والإبداع والتاريخ والحضارة والاجتماع والمواضيع الاستراتيجية والعلمية. من الواضح أن الحركة الثقافية والأدبية في دولة الإمارات العربية المتحدة قد حققت تراكما مهما على مستوى النصوص الإبداعية والدراسات النقدية، ولعل من أبرز ما يميّز هذه الحركة هو حرصها على التعاون وفتح الأوراش التواصلية الثقافية والاقتصادية سواء داخل الإمارات أو في سائر الوطن العربي وباقي أقطار العالم، مما جعلها حركة أدبية رائدة ونموذجا حضاريا وإنسانيا جديرا بالاهتمام، فقد كانت الطاقات الإبداعية في دولة الإمارات فاعلة ومستنيرة في التوجه الثقافي العام الذي طبع الحركة الأدبية والنهضة العلمية في الإمارات، وهي الحركة التي تفاعل معها الأدباء العرب وخاصة المغاربة الذين لهم عشق خاص بالأدب الإماراتي متجليا هذا العشق في أعمال الفريق العلمي المغربي لمجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية، والتي تمثل أحد النماذج المتميزة في الدبلوماسية الثقافية الموازية لبلدنا المملكة المغربية.