أبرز المشاركون في ندوة حول «التراث في الإمارات العربية المتحدة، احتضنها يوم الثلاثاء المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته 22 ، أن تقارب مظاهر التراث بين المغرب والإماراتالمتحدة يتجلى في الثقافة الشعبية والتقاليد والعادات، خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وأوضح عبد العزيز المسلم الخالدي، رئيس معهد الشارقة للتراث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الندوة، أنه «فضلا عن اللغة العربية والدين المشترك، يبرز التقارب بين البلدين في مجال التراث أساسا في استعمال بعض الكلمات المتشابهة خاصة في أدبيات اللهجة الصحراوية والإماراتية على مستوى الشعر والحكاية الشعبية». وأضاف الخالدي أن الاهتمام بالتراث في بلاده نشأ في بداية الستينيات من القرن الماضي، حيث أصبحت لكل إمارة مركزا خاصا يهتم بالتراث اللامادي في مجالات الثقافة الشعبية خاصة الشعر والحكي والسرد الشفهي والفنون التقليدية والغوص وفي المجال العمراني، إلى جانب بروز جمعيات عديدة لها الاهتمامات ذاتها. وأشار إلى أنه منذ بداية الثمانينات من القرن الفائت تم إنشاء العديد من المنظمات من أجل ترسيخ التراث العربي مذكرا بملتقى الشارقة، الذي شارك فيه السنة الماضية أزيد من 120 بلدا، وكذا إنشاء بوابة إلكترونية خاصة بالتراث ومتحف إثنوغرافي للباس والزينة العربية. وأكد الباحث في التراث الإماراتي أن المشاركة المتميزة لبلاده في هذا المعرض الدولي تعكس الروابط المتينة والمتميزة بين المغرب ودولة الإمارات ليس فقط على المستوى السياسي بل كذلك على المستوى الثقافي. وقال إن مسألة التراث في بلاده تتمثل في العادات والتقليد والقيم التي صاغها المجتمع عبر الزمان وتتداولها الأجيال المتعاقبة، ومنها أساسا الأدب الشعبي من شعر وحكايات وأمثال وفنون شعبية، مشيرا إلى أن معظم الأدب الشعبي الشفهي الغنائي في الإمارات، خاصة منه الشعر، تميز بكونه نشأ على ظهور الجمال في الصحراء وذلك قبل قرون من ظهور البترول، ويتميز بالسرعة في الأداء. واستعرض عددا من المظاهر والطقوس الشعبية المتشابهة في جزء منها مع نظيراتها في المناطق الجنوبية المغربية ، منها أساسا طقوس واحتفالات الخطوبة والزواج والاحتفال بالمولود وتقاليد الأعياد، بالإضافة إلى التراث الأدبي كالزجل والشعر المقفى الذي يؤدى جماعة. ومن جانبه، أبرز عبد الله بنصر العلوي، منشط هذه الندوة، أن مجال التعاون الثقافي بين المغرب والإمارات يشهد خلال السنوات الأخيرة تفاعلا مهما سواء على مستوى المشاركة في المعارض أو حصول أدباء وشعراء مغاربة على جوائز من الإمارات . وأشار العلوي، وهو صاحب عدة إصدارات في مجال البحث الأكاديمي للأدب الإماراتي، كذلك إلى العلاقات التي تطورت بين الطرفين منذ سنة 1998 تاريخ تأسيس مجموعة البحث في الأدب الإماراتي بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس. وقد نظمت هذه المجموعة منذ سنة 2000 إلى أكتوبر من السنة الماضية، عددا من المعارض بالإمارات منها معرض المجلات المغربية القديمة والحديثة ومعارض الكتب الأدبية للتعريف بالأعمال الأدبية المغربية ، بالإضافة إلى طبع كتاب الدورة الأخيرة في أكتوبر الماضي حول التواصل المغربي الإماراتي يشمل الشعر والرواية وموضوعات فنية متعددة. يشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي ضيف الشرف الدورة 22 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.