اختتمت مساء أمس الاثنين فعاليات الدورة العاشرة لموسم طانطان التي نظمت ما بين 4 و 9 يونيو الجاري تحت شعار "التراث الثقافي غير المادي ودوره في تنمية وتقارب الشعوب". وتوخت هذه التظاهرة التي نظمتها عمالة إقليمطانطان تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وعرفت مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف، تكريس الاحتفاء بثقافة الترحال من خلال استعراض مختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي والعمل على صيانتها وجعلها وسيلة لتنمية المنطقة وإدماجها في محيطها. وتضمن برنامج الموسم لهذه السنة تنظيم مجموعة من الأنشطة الهامة التي ترجمت غنى الموروث الثقافي المغربي والإماراتي، تمثلت بالأساس في تنظيم كرنفال استعراضي قدمت خلاله لوحات تجسد تنوع الموروث الثقافي الصحراوي، وإقامة خيام موضوعاتية وخيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة سلطت الضوء على الإرث الثقافي العريق لهذه الدولة الشقيقة المتمثل بالخصوص في "الصقارة" و"السدو" و"التغرودة". كما تضمن تنظيم معرضين للصناعة التقليدية والأنشطة المدرة للدخل استهدفا النهوض بقطاعي الصناعة التقليدية والأنشطة المدرة بالإقليم والجهة ومساعدة الصناع والحرفيين على ترويج منتجاتهم، والإسهام في إنعاش الرواج التجاري والاقتصادي والسياحي بالإقليم وإبراز غنى وتنوع المنتوجات التقليدية المغربية. واشتمل برنامج الموسم أيضا على إقامة معرض للكتب والصور الفوتوغرافية والفنية للمملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بقصر بلدية طانطان، ألقى الضوء على التراث الشفهي اللامادي للمملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة وعادات وتقاليد الإنسان الصحراوي والأمثال الشعبية والثقافة الحسانية. ونظمت على هامش هذه التظاهرة الثقافية الهامة التي صنفتها منظمة اليونيسكو سنة 2005 ضمن التراث الشفهي اللامادي للإنسانية، ندوة دولية حول موضوع "التراث الثقافي غير المادي لسكان المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية" شارك فيها ثلة من الباحثين والمهتمين بالتراث الصحراوي وأكدوا خلالها على ضرورة تثمين الموروث الثقافي الصحراوي. كما أقيمت في إطار هذا الحدث الثقافي المتميز خيمة للشعر شارك فيها شعراء مغاربة وإماراتيون مرموقون وشكلت مناسبة للاحتفاء بالشعر والتراث الحساني والموروث الثقافي والشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة. واشتمل برنامج الموسم أيضا على سهرات فنية أحيتها فرقة أبو ظبي للفنون الشعبية والفنانان الإماراتيان أحمد العلي وعايضة المنهالي والفنان الموريتاني المحفوظ ولد بويا جدو، فضلا عن عدد من الفنانين المغاربة من بينهم فاطمة الزهراء العروسي ونجاة عتابو وميمون أورحو وحاتم إدار وبشرى خالد. كما اشتمل على وصلات موسيقية أداها الفنان الإماراتي فيصل الجاسم وفرقة الكدرة باب الصحراء (كلميم) وفرقة الربيع للتراث الحساني (الداخلة) وأحواش تيسينت (طاطا) وفرقة أحواش الحوط (قلعة مكونة) وفرقة الدقة الرودانية (تارودانت)، إلى جانب فرقتين محليتين من طانطان.