يعتبر النمو المتسارع لاستثمارات رجال الأعمال الإماراتيين بالمغرب انعكاسا منطقيا لمستوى العلاقات السياسية والاقتصادية المتميزة بين البلدين، بالرغم من البعد الجغرافي الذي يفرقهما، خصوصا منذ توقيع اتفاق التبادل الحر بين الطرفين سنة 2001؛ وهو ما أتاح تدفق الاستثمارات الإماراتية في "جنة المغرب". وعرف التعاون الاقتصادي المغربي الإماراتي، خلال السنوات القليلة الماضية، نموا مضطردا بلغ مستويات قياسية، بما يتماشى والطبيعة الاستثنائية للعلاقات السياسية والأخوية التاريخية التي تجمع البلدين منذ عقود طويلة، لا سيما في فترة الزعيمين الراحلين الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان. واعتبر في هذا الصدد سهيل مطر الكتبي، سفير دولة الإماراتبالرباط، ضمن تصريحات صحافية، أن "المغرب يعد وجهة إستراتيجية ذات أولوية بالنسبة إلى الاستثمارات الإماراتية، حيث تحتل الإمارات المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية والثانية على مستوى الاستثمارات الدولية في المغرب". وأفاد سفير دولة الإمارات بأن بلاده "تتبوأ المرتبة الأولى أيضا على صعيد الاستثمارات في بورصة الدارالبيضاء بمبلغ يناهز 55 مليار درهم"، مبرزا أن الحضور الاستثماري للإمارات يتميز أساسا بالحضور في القطاعات الإستراتيجية، مثل الاتصالات والطاقات المتجددة. وأصبحت الإمارات تحتل المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية بالمغرب، بفضل التدفق الكبير لاستثمارات "صندوق أبوظبي للتنمية، والشركة المغربية الإماراتية للتنمية، وشركة طاقة، وشركة المعبر الدولية للاستثمار، ومجموعة إعمار، وشركة دبي العالمية، وشركة القدرة القابضة، الشركة العالمية البترولية للاستثمار.. وفي سياق ذي صلة، يفيد تقرير وزارة التجارة الخارجية الإماراتية بأن عدد الشركات الإماراتية المستثمرة في المغرب بلغ أكثر من 40 شركة؛ وهي من أهم الشركات الإماراتية الواردة في قصص نجاح 110 شركات إماراتية في إصدار وزارة التجارة الخارجية بدولة الإمارات. وتشهد مراكش، خلال الفترة بين 29 و31 أكتوبر من العام المقبل، تنظيم فعاليات ملتقى الاستثمار السنوي نسخة إفريقيا، تحت شعار "مستقبل المشهد الاستثماري لإفريقيا"؛ وذلك على خلفية اتفاقية وقعها مؤخرا داوود الشيزاوي، الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لملتقى الاستثمار السنوي، وأحمد أخشيشن، رئيس جهة مراكشآسفي. ووفقاً للاتفاقية، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم ملتقى الاستثمار السنوي خارج الإمارات، لينتقل إلى المغرب بصفتها دولة إفريقية، في إطار توجه هذا الملتقى الذي يدمع رجال الأعمال، لدعم الاستثمارات العالمية المباشرة إلى القارة السمراء لما تمتلكه من أسواق واعدة. وقال الشيزاوي، في تصريحات صحافية، إن تنظيم ملتقى الاستثمار السنوي في المملكة المغربية يمثل نقلة نوعية للملتقى لوجوده في واحد من أكثر الأسواق الإفريقية ديناميكية؛ وهو ما "سيوفر بيئة جاذبة لاستعراض فرص الاستثمار الإفريقية الواعدة في العديد من البلدان التي بدأت تحقيق معدلات نمو اقتصادي كبيرة". وأضاف: "سيوفر الملتقى بدوره منصة متكاملة لاجتماع كبار المستثمرين العالميين والمسؤولين الحكوميين من الدول الإفريقية المشاركة، ما سيتيح الفرصة لتبادل المعلومات الخاصة بإجراءات وقوانين الاستثمار، وتقارب وجهات النظر بهدف توفير بيئة مواتية لتعزيز العلاقات التي من شأنها تحفيز المزيد من الاستثمارات".