احتضار الموت رقصات الحياة في رائعة الزوفري مولنبيك خميلة التنوع الثقافي على ضفاف نهر" الكنال" على بعد خطوتين من ساحة قرص الشمس تتوسطها منحوتة فنية صاغها سفير فن الحياة مصطفى الزوفري على مقاس جرح المدينة الغائر. لا ليعيد ذكرى الفاجعة الملفوفة بحزن طفل ينتظر رجوع أم أعاد الموت إليها الحياة فأصدر دمعة حب أودعها بإحكام طي الإنتظار المتواري جهة القلب على مسافة زفرة أو زفرتين. اشتهر الزوفري بجداريات تتحول الى سمفونيات ، لكنه أراد هذه المرة أن يخترق جدار الفن و "يتجاوز توقعاتنا" وأن "يتحدى نفسه" ليبدع شيئا على هامش المجسم التكعيبي حيث يبدأ الرقص في تشابك الحروف العربية منجذبة من أعلى الى الأسفل مع انبعاث بصيص يتجدد نورا من أعماق المنحوتة ليغطي مساحات الفجوات التي تتخلل مسامات الحروف المعلقة على جدران المكعب ليحيلنا الى "محراب" مسجد يسمع آذان منارته من أعماق خلجات قلب المدينة المكلوم والى قداس عيد الفصح في صلصلة أجراس الأنامل أنامل قديسة كنيسة المهد بعد صخب نواقيس القيامة. يتلاشى الزمن تلاشي النظرات الملولبة لقامة التحفة لأن الحروف المبعثرة المعبرة عن لا معقولية "الحدث الفجيعة" تبدو أكثر انسجاما حين توحدها بالألم. كما تبدو استدارات الحروف أكثر هشاشة في فولاذيتها لدرجة أن نبض أصبع اندهاش الحاضرين_ من الشهود_ قد يعيد ترتيب "هشاشتها" بجنون الحب الطافح من عين لا يخطئها العشق، فالتجأ الفنان ليواري سر صنعته في لعبة التخفي والتجلي بين نبض الحرف والمعنى. نقلات الإحساس من عنوان تراجيدي إلى معاني الحياة في توهج العروس بهودجها هكذا تزف الحروف الى من حضر الوليمة يوم الزفاف تخليدا لذكرى الحب والإخاء والحياة فهنيئا لبروكسيل بمصطفى الفن والإنسان.