انتقل التنافس "الظاهر الخفي" بين المغرب والجزائر، ليشمل كذلك مشاريع الطاقة المتجددة. فبعدما أصبح المغرب من بين أبرز البلدان المعتمدة على الطاقات النظيفة، حتى أنه ومع 2030 سيتمكن من تغطية 52 في المائة من احتياجاتها الطاقية، وهو المسعى الذي دفع بالجزائر إلى دخول على خط الطاقات النظيفية، خاصة أن هذا القطاع أصبح يجلب "استثمارات خضراء" مهمة. اعتماد الاقتصاد الجزائري بشكل كبير على النفط والغاز الطبيعي لم يمنع نور الدين البدوي، وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري، من دعوة بلاده إلى ضرورة التفكير من أجل وضع إستراتيجية ميدانية للجماعات المحلية خاصة بمناطق الجنوب للاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية بما يساعد على تقليص نفقات الدولة في مجال استهلاك الطاقة الكهربائية. وفيما يشبه تصور مشروع نور ورززات لإنتاج الطاقة، تسعى الجارة الشرقية من خلال محطة لتوليد الطاقة الشمسية، بدأ فيها الأشغال في أواخر سنة 2014، أن تضمن على الأقل 24 ميغاواط من الكهرباء الذي سيوجه لولاية البيض بالجنوب، وذلك على مساحة 39.2 هكتار. وتسعى الجزائر إلى إنجاز العديد من المحطات لإنتاج الطاقة الشمسية، في إطار مخطط صادقت عليه الحكومة في شهر فبراير الماضي، لتكثيف الاعتماد على الطاقة الشمسية والريحية خلال الفترة المقبلة؛ وهو ما سيمكن البلاد من إنتاج 27% من طاقتها الكهربائية بالطاقة المتجددة مع تقليص الاعتماد على الغاز والنفط لإنتاج الطاقة، حسب الرئاسة الجزائرية، والتي لم تخف نيتها تصدير الطاقة المتجددة كذلك بالرغم من أنها لن تغطي سوى 27% من مجموع الإنتاج الجزائري للكهرباء. حسن شواوطة، الخبير البيئي الدولي، اعتبر سعي الجزائر إلى اعتماد الطاقات المتجددة خطوة إيجابية من الجارة الشرقية، في وقت تعتمد فيه بشكل كبير على الطاقات الأحفورية المضرة بالبيئية؛ "ولذلك، فاعتماد الطاقات المتجددة بالجزائر شيء جيد، بالنظر إلى كون المشاكل البيئية لا تعرف الحدود. وبذلك أي قرار ستتخذه الجزائر في هذا الإطار إما سيخدم أو سيضر بمناخ المغرب، خاصة الجزء الشرقي من المملكة". وأردف المتحدث ذاته قوله بالتأكيد على أن ملف الطاقات المتجددة يمكنه أن يقفز على كل المشاكل البيئة والدبلوماسية بين الجزائر والرباط، "فالمغرب الذي راكم خبرة طويلة في المشاريع البيئية يمكنه أن يمد يد العون للجزائر، سواء على المستوى المؤسساتي أو التشريعي أو حتى القيام بمشاريع مشتركة على الحدود". تصور الخبير البيئي سينعكس، حسبه، حتى على الجانب السياسي، موضحا أن هم مواجهة التغيرات المناخية يعد مشتركا، وعلى الجميع أن يتخذ الإجراءات اللازمة لذلك، مردفا أنه لو تمكنت الجزائر من الانخراط بدورها في هذه المجهودات فالأكيد أن المغرب العربي بشكل عام سيكون رائدا في مواجهة التغيرات المناخية.