معطيات جديدة برزت في قضية وفاة المواطنة بهيجة المسيح، ليلة الخميس الماضي، دقائق بعد وضعها لمولود داخل المستشفى الإقليمي بتاونات إثر إخضاعها لعملية ولادة قيصرية؛ حيث خرج شاهد عيان، وهو مستخدم في المؤسسة الصحية، بشهادة تتهم مسؤولي المشفى بالإهمال المفضي إلى الموت. المستخدم، الذي قدم نفسه باسم أيوب مغناوي، قال إنه تعرض للطرد في اليوم الذي توفيت فيه الأم بهيجة، بسبب حديثه عن حالة إهمال تعرضت له الراحلة، "عندما صرخت وقلت اللهم إن هذا لمنكر السيدة ماتت بسبب الاهمال، تم طردي على الفور في الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة ليلا، ومنذ تلك الليلة وأنا بلا عمل إلى يومنا هذا"، وأكد أن بهيجة توفيت بعد زوال يوم الخميس الماضي. وضمن شهادته التي توصلت بها هسبريس، أورد مغناوي: "كنت إلى غاية ليلة الخميس مستخدما بالمستشفى الاقليمي لتاونات كمرافق للمرضى (نقل المريض في الكرسي المتحرك)، وفي صباح اليوم ذاته كنت أزاول مهامي بشكل طبيعي في مصلحة الولادة بالمستشفى حتى نودي علي من مستخدمات النظافة، حول تجهيز السيدة بهيجة المسيح وأنها مستعدة". وتابع المتحدث أنه قام بوضع الفقيدة قيد حياتها فوق طاولة المركب الجراحي بالقاعة المخصصة للولادة على الساعة 9:30 صباحا، "في انتظار الطبيب (ع. ل). وبعد مرور ساعتين وجدتها مازالت كما وضعتها وكانت جد قلقة، إلى أن جاء الطبيب في حدود الساعة 12:07"، فيما قال المستخدم إن سر تأخر الطبيب المعني كان "لمعاينته المرضى بمصحة لتلقيه أتعابا طائلة. أما بالمستشفى الحكومي فليس هناك من يحاسبه". الشهادة أوردت أنه في حدود الساعة 14:00 "صعدت كي أنزلها بعد العملية وقلت لها: مبروك اختي بهيجة الحمد الله على سلامتك. فكان أول جوابها: تفو على طبيب لأنه رشقني بعلبة الأدوات الطبية وقام بسبي"، فيما أشار إلى أن والدتها "ترجت القابلات كي يعتنوا بابنتها لكنهم تهربوا عن ذلك"، وفق تعبير الشهادة المكتوبة. "عندما ظهرت علامات الموت على بهيجة بأن تغير لون وجهها، قمنا وزملائي بأخذها، عرضوها لإنعاش القلب ومنحها حقنا من الأدرينالين قبل أن يتم الاتصال بالمندوبة الإقليمية للصحة والمسؤولين ليتداركوا الموقف"، يضيف أيوب مغناوي الذي تأكد بعد ذلك من وفاة السيدة بسبب نزيف حاد بعد إجرائها لعملية ولادة قيصرية. ونظمت، أمس الخميس، وقفة احتجاجية أمام مقر المندوبية الإقليمية للصحة، احتجاجا على "التضييق على العمل النقابي واستهداف الموظفين وتعريضهم للمضايقات والشطط في استعمال السلطة والإعفاءات من مناصب دون مبرر"، يقول جلال مازوزي، نائب الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في تصريح أدلى به لهسبريس. وكشف الناشط النقابي أن المندوبة الإقليمية للصحة بتاونات "أغلقت باب التواصل مع المعنيين في وفاة السيدة الحامل، خاصة وأن جثة الراحلة دفنت دون إجراء أي تشريح"، مشددا على أن نقابته ترى أن الوفاة ناتجة عن "إهمال وتقصير، وننتظر من المسؤولين الكشف عن الحقائق". وكان "ائتلاف المجتمع المدني بتاونات" قد نظم وقفة احتجاجية بساحة البلدية وسط مدينة تاونات، أول أمس الأربعاء، تنديدا بواقع الوضع الصحي بالإقليم، خاصة بالمستشفى الإقليمي، واحتجاجا على "الحدث المأساوي المتمثل في وفاة سيدة حامل بعد الولادة بالمستشفى الإقليمي"، واستنكارا ل"تردي الخدمات الصحية المقدمة من طرف مختلف المؤسسات الصحية التابعة للمندوبية الإقليمية للصحة بتاونات".