خصصت الدورة العاشرة من الملتقيات الدولية للصورة بفاس، التي ينظمها المعهد الفرنسي بالعاصمة العلمية والروحية للمغرب، لتكريم المصورة المغربية الفرنسية ليلى علوي، التي لقيت حتفها إثر اعتداءات واغادوغو، التي استهدفت، شهر يناير الماضي، مطعما وفندقا وسط العاصمة البوركينابية. وخصص اليوم الأول من هذه الملتقيات، التي انطلقت يوم الثلاثاء 22 نونبر وتستمر إلى غاية 19 دجنبر المقبل، للاحتفاء بالمصورة ليلى علوي بحضور أفراد من عائلتها وبشراكة مع مؤسسة ليلى علوي، حيث جرى استحضار روح هذه المصورة من خلال مختلف الشهادات التي قدمت في حقها، والتي توقفت، على الخصوص، عند عشق الراحلة لفن التصوير؛ والذي من أجله جابت بعدستها بلدان العالم لتخلف وراءها ألبوما غنيا من الصور الفوتوغرافية توثق للحظات إنسانية استثنائية، كثير منها التقطتها عدسة الراحلة على تماس من خط النار. واستهل برنامج الملتقيات الدولية للصورة بفاس، الذي خصص له شعار "خط الاتحاد"، بمعرض للصور الفوتوغرافية، احتضنته أروقة المعهد الفرنسي بفاس، يوثق لرحلات ليلى علوي، التي ازدادت سنة 1982 بباريس من أب مغربي وأم فرنسية، إلى مختلف مناطق العالم وهي تحمل معها آلة التصوير، قبل أن تقودها هذه المغامرة إلى واغادوغو، محطتها الأخيرة، من أجل إنجاز تحقيق مصور لفائدة المنظمة الحقوقية الدولية "أمنستي". واختار المعهد الفرنسي بفاس تكريم المصورة ليلى علوي؛ وذلك من أجل "الدعوة للاستماع للآخر"، التيمة التي تبرزها مشاركة المصورين الفرنسيين "فلوريانس دو لاسي" Floriane de Lassée و"نيكولاس هنري" Nicolas Henry، اللذين تزخر أعمالهما التصويرية، كما هو الشأن بالنسبة إلى أعمال المحتفى بها، بحمولة رمزية إنسانية. وتتميز الطبعة الحالية للملتقيات الدولية للصورة بفاس بمشاركة "برونو أولمير " Bruno Ulmer، الذي يعرض 149 صورة، وذلك إلى جانب حضور المصورة الإيطالية "روزي كيوا" Rosi Giua التي اقترحت المشاركة بعمل، في طور النشر، عبارة عن ربورتاج اجتماعي تحت عنوان "آثار المجتمعات"، وهو الذي التقطت "برونو" لحظاته في الحي الشعبي "لابيل دو ماي" بمدينة مارسيليا؛ يشاركها في هذا المعرض الفوتوغرافي "سليدلوك" Slideluck الذي بعرض 30 صورة تبرز مشاهد من مختلف أنحاء العالم، ينقل من خلالها هذا المصور الرحالة المتلقي إلى فضاء رحب للتلاقي الافتراضي. الفوتوغرافي المغربي محمد بنأوحود حاضر بدوره في هذه الملتقيات من خلال مساءلته للمألوف؛ وذلك عبر عرضه لسلسلة "قاعة الدرس" التي صورها بمراكش، حيث يتحول مقعد التلميذ من خلال هذا العمل الفوتوغرافي من شكله المعتاد إلى شكل "مثير"، حين يغادر الأطفال طاولات المدرسة ليجلسوا في أماكن يختارها الفنان لهم بنفسه. وتشمل الملتقيات الدولية للصورة بفاس، في طبعتها الحالية، فضلا عن تنظيم معارض للصور الفوتوغرافية، التئام ورشات خاصة بهذا الفن موجهة إلى المصورين الناشئين، يؤطرها عمر الشنافي، وعقد ملتقيات "الماستر كلاس"، ينشطها "طوماس أوليفا"Thomas Oliva وموح عروسي والتهامي بنكيران؛ كل هذه الأنشطة تمت برمجتها بكل بفضاءات المعهد الفرنسي بفاس ورواق فاس سايس والمركب الثقافي محمد بن يوسف.