أولت الصحف الصادرة اليوم الاربعاء في بلدان أوروبا الغربية اهتمامها ، للانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي التي ستجمع آلان جوبي وفرونسوا فيون ، وبالمقابلة التي أجراها الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب مع صحيفة " نيويورك تا يمز" ، والتي أعلن فيها عن تدابير رئيسية سيتخذها خلال ال 100 يوم الاولى في منصبه ، منها انسحاب الولاياتالمتحدة من معاهدة التجارة الحرة عبر المحيط الهادئ. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بالدور الثاني للانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي والتي ستجمع بين عمدة بوردو آلان جوبي والوزير الأول السابق فرونسوا فيون. وكتبت (لوسوار) تحت عنوان " الصراع داخل اليمين يشتد قبل الدور الثاني " أن المرشحين للظفر بممثل اليمين في الانتخابات الرئاسية لماي 2017 يستعدون لمواجهة الأحد المقبل مضيفة أن صراعا عن بعد دار بين المتنافسين حول مسألة الإجهاض. من جانبها، أكدت (لافونير) أنه من بين نقط الاختلاف بين جوبي وفيون هو قيام الثاني بمجاملة مبالغ فيها اتجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت أن فيون المؤيد لإنهاء العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، يبدو أنه عازم على التوجه نحو الروس ونظام الأسد للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. أما (لاليبر بلجيك)، فقد ركزت على المناظرة التي ستجمع بين جوبي وفيون غدا الخميس والتي ستشكل ساعة الحقيقة وتعد بمواجهة شديدة. وفي إيطاليا، ركزت الصحف الرئيسية على مقابلة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، مع صحيفة " نيويورك تايمز". وذكرت صحيفة '' كورييري ديلا سيرا '' أن ترامب قال إنه سيبقى " منفتحا" بخصوص اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، بعد أن وعد طيلة حملته الانتخابية بانسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق. من جهتها، كتبت صحيفة "لا ريبوبليكا " أن الرئيس القادم للولايات المتحدة أعلن عن تدابير رئيسية سيتخذها خلال ال 100 يوم الاولى في منصبه ، وكلها ترتكز على" المبدأ الأساسي: أمريكا أولا. " أول هذه التدابير، تضيف الصحيفة، هو انسحاب الولاياتالمتحدة من معاهدة التجارة الحرة عبر المحيط الهادئ ، التي وقعها الرئيس باراك أوباما عام 2015. وذكرت الصحيفة أن دخول المعاهدة حيز التنفيذ، كان سيتم بعد موافقة الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون مشيرة الى أن قرار الانسحاب من المعاهدة يثير قلق البلدان المعنية بالمعاهدة في هذه المنطقة التي كانت تشكل أولوية جيواستراتيجية واقتصادية كبيرة بالنسبة للإدارة الديمقراطية. ووفقا للصحيفة فإن دونالد ترامب يفضل التفاوض بكيفية "ثنائية" لانها وحدها "ستجلب الوظائف والصناعة لامريكا." وفي ألمانيا تركز اهتمام الصحف بأول خطاب للرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي وجهه إلى مواطنيه بالولاياتالمتحدة عبر شريط فيديو والذي تحدث فيه عن عدة مواضيع من بينها على الخصوص اتفاقية التجارة الحرة عبر المحيط الهادي. فكتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن دونالد ترامب كان فعلا خلال الحملة الانتخابية متقلبا واليوم يعلن أنه القرار الذي سيتخذه في اليوم الأول من ولايته الرئاسية، هو الانسحاب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الموقع بين 12 دولة باستثناء الصين مشيرة إلى أن الدول الموقعة ستصاب بخيبة أمل كبيرة بعد هذه العقبات السياسية التي و ضعت أمامها رغم أن مجلس الشيوخ الأمريكي لم يعط بعد موافقته على المشروع الذي لم يدخل بعد حيز التنفيذ . وترى الصحيفة أن هذا الانسحاب سيشكل ضربة قوية للتجارة الحرة الإقليمية في المنطقة الأكثر دينامية في العالم.. من جهتها اعتبرت صحيفة (برلينر مورغنبوست) أن قرار الخروج من منطقة التجارة الحرة للمحيط الهادي أكبر اتفاقية تجارية في التاريخ، يعني أن رجل الأعمال ترامب يفهم قليلا في الاقتصاد إذ أن وقف مثل هذه الاتفاقات الدولية ستنتهي بالولاياتالمتحدةالأمريكية إلى العودة للانعزالية. وعبرت الصحيفة عن أسفها لضحايا العولمة، مشيرة إلى أن ترامب مصر بدلا من الاتفاق، التفاوض بشأن اتفاقات تجارية ثنائية وعادلة. أما صحيفة (لاندستسايتونغ) فترى أن اتفاقية التجارة الحرة لمنطقة عبر المحيط الهادي كانت بمثابة حجر الزاوية لباراك أوباما في الاقتصاد الأمريكي الراكد، ولكن لا سيما تعزيز الحماية من تطلعات الصين إلا أنه مع دونالد ترامب ستغرق هذه الاستراتيجية. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بأول ميزانية بعد التصويت على الخروج من الاتحاد الاوروبي ، وبالوضع في تركيا حيث الرئيس رجب طيب أردوغان قد يبقى في السلطة حتى 2029. وتناولت صحيفة "فاينانشال تايمز" الميزانية التي ستعرض اليوم الاربعاء من قبل الحكومة البريطانية، والتي ستدعم قطاع العقار باستثمارات لبناء 40 ألف سكن جديد. وقالت الصحيفة إن وزارة المالية تخطط أيضا لخفض الرسوم التي تدفعها الأسر إلى الوكالات العقارية ، مضيفة أن الحكومة، ليس لديها هامشا كبيرا للمناورة بسبب الوضع الاقتصادي في البلاد والوضع الدولي. ووفقا لصحيفة " الديلي تلغراف "، فأن وزير المالية البريطاني فيليب هاموند قد يزيد في المساعدات الاجتماعية على عكس سلفه جورج أوزبورن. أما صحيفة "الغارديان" فتطرقت للتعديل المقترح المثير للجدل للدستور التركي والذي قد يسمح للرئيس رجب طيب أردوغان بالبقاء في السلطة حتى 2029، إذا ما انتخب لولاية أخرى في 2019 و 2024. وأضافت الصحيفة أن الإصلاح الدستوري اقترحه حزب العدالة والتنمية الحاكم مشيرة الى أن الرئيس أردوغان وأنصاره يقولون ان البلاد بحاجة الى رئاسة قوية لإنهاء الائتلافات الحكومية الهشة التي تشكل عقبة أمام التنمية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بعدة قضايا سياسة ذات طابع داخلي. وكتبت صحيفة "الباييس" أن سوزانا دياث، رئيسة إقليم الأندلس، أكدت استعدادها للأخذ بزمام أمور حزب العمال الاشتراكي الإسباني، بعد أن أكدت أن مهمتي رئيس منطقة والأمانة العامة للحزب لا تتعارضان. وقالت الصحيفة إن " دياث تتقدم نحو الترشح لرئاسة الحزب الاشتراكي" ، مشيرة إلى أن الحزب يترأسه حاليا مجلس للتسيير منذ استقالة الأمين العام السابق، بيدرو سانشيث. من جانبها، لاحظت صحيفة "الموندو" أن رئيس الوزراء الإسباني ورئيس الحزب الشعبي ، ماريانو راخوي، عرج نحو اليسار في قضية إصلاح نظام معاشات التقاعد من خلال الموافقة على زيادة مساهمة الاطر الكبرى الأعلى أجرا، وهو الشرط المطلوب من قبل الحزب الاشتراكي وحزب اليمين وسط " سيودادانوس ". أما صحيفة "اي بي سي" فذكرت أن الانفصاليين الكاطالونيين الكاتالوني، الذين يقودهم الرئيس الحالي للاقليم كارلس بوشديمون والسابق ارتورو ماس فشلوا في محاولة تجنب الملاحقة القضائية ضد النائب الكاطالوني فرانسيسك أومس ، المتهم في قضية تنظيم استفتاء غير شرعي لانفصال كاطالونيا عن اسبانيا في 9 نونبر 2014. وفي البرتغال ، اهتمت الصحف بالتسديد المبكر لقرض صندوق النقد الدولي ، وبقضية الفساد داخل جهاز شرطة الحدود التي اندلعت قبل عامين. وكتبت صحيفة " بوبليكو " أن نجاح الالية الجديدة لادخار الاسر وغيرها من الوسائل مكنت الخزينة من توفير ملياري أورو استخدمتها في تسديد القرض الممنوح من قبل صندوق النقد الدولي بمعدلات فائدة أعلى من السوق. أما صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" فعادت مرة أخرى للحديث عن قضية الفساد التي هزت مصلحة الأجانب في شرطة الحدود، مشيرة إلى أن المدير السابق للمؤسسة بالوس مانويل ، المعتقل منذ عامين في اطار التحقيق في منح تأشيرات امتياز ، كان قد سهل الإجراءات لصالح أصدقاء وزير الداخلية الأسبق، ميجيل ماسيدو، لمجرد إرضائه والحفاظ على وظيفته في المؤسسة. وذكرت الصحيفة بأن بالوس هو أول رئيس شرطة للحدود يتم اعتقاله في البرتغال في قضية يجر فيها معه 16 متهما، من بينهم مسؤولين كبار في الدولة، منهم الوزير السابق للداخلية، الذي استقال من منصبه بسبب هذه الفضيحة . وفي فرنسا واصلت الصحف التعليق على نتائج الدور الاول من الانتخابات التمهيدية باليمين في افق الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 . وقالت صحيفة (لوموند) ان المؤهلين للدور الثاني الان جوبي وفرانسوا فيون، يلتقيان في بعض المقترحات الاقتصادية، كما لديهما ايضا اختلافات حقيقية خاصة في مجال السياسة الدولية، وقضايا المجتمع او الموظفين. واضافت الصحيفة ان الرجلين يتقاسمان نفس التوجهات الاقتصادية الكبرى(خفض التكاليف، وخفض النفقات العامة بمستوى 100 مليار أورو) لكنهما يختلفان حول حجم الاصلاحات المراد تحقيقيها، مشيرة الى ان السبب الرئيسي للاختلافات بينهما يتمثل في عدد مناصب الوظيفة العمومية التي سيتم الغاؤها. من جهتها، كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان اليسار الذي تنفس الصعداء بعد استبعاد منافسه نيكولا ساركوزي لم يتأخر سوى اقل من 24 ساعة من اجل اكتشاف هدف جديد في شخص فرانسوا فيون، مشيرة الى ان الفائز المحتمل في الانتخابات التمهيدية لليسار يعتبر بالنسبة للاشتراكيين رجعيا ومعاديا للمجتمع. من ناحية اخرى اكدت صحيفة (ليبراسيون) ان فرانسوا فيون شكل مفاجأة كبرى قد تمثل متاعب لايمانويل ماكرون.