دعا الشاعر السوري "ادونيس" الرئيس السوري بشار الأسد إلى ان "يفتدي" أخطاء تجربة حزب البعث الحاكم وان "يعيد الكلمة والقرار إلى الشعب" السوري. وقال ادونيس، وهو شاعر سوري من الطائفة العلوية اسمه الحقيقي علي احمد سعيد، في "رسالة مفتوحة" نشرها الثلاثاء في صحيفة السفير اللبنانية "حزب البعث العربي الاشتراكي لم ينجح في البقاء مهيمنا على سوريا بقوة الإيديولوجية وانما بقوة قبضة حديدية امنية". وأضاف "وتؤكد التجربة ان هذه القبضة "..." لا تقدر ان تؤمن الهيمنة الا فترة محدودة "..." ولا تقدم للشعب الذي تهيمن عليه الا التفكك والتخلف إضافة إلى الاذلال واستباحة الكرامة البشرية". وتابع ادونيس الذي يقيم خارج سوريا "لم يعط "الحزب" اية مكانة للانسان بوصفه انسانا "..." لم يبن الحزب جامعة نموذجية واحدة "..." عرقل نمو الثقافة المدنية الحرة، ودمر اخلاق البشر مقيما الثقافة على الولاء له وعلى معاداة اعدائه، وعلى الشعارات التبشيرية التي كانت في معظمها سطحية وساذجة". وتطرق ادونيس الى المادة الثامنة في الدستور السوري التي تنص على ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو "الحزب القائد للدولة والمجتمع"، وقال ان هذه المادة لم "تعد ترضي الاغلبية الساحقة من السوريين، ولم يعد للتشبث بهذه المادة أي مرتكز إلا العنف. وهو عنف لا يمكن أن يدوم، لا يمكن لأية قوة عسكرية مهما كانت مدججة أن تتغلب على شعب، مهما يكن أعزل". واضاف "يبدو ان قدرك هو ان تفتدي اخطاء هذه التجربة، ان تعيد الكلمة والقرار الى الشعب". وتابع "أكيد ان اعداءك انفسهم، الى جانب اصدقائك، سيقولون عنك انذاك انك اسست لمرحلة سياسية جديدة في تاريخ سوريا وربما في تاريخ المنطقة العربية كلها". وتأتي تصريحات بأدونيس بعد أيام من حصوله على جائزة غوته الالمانية المرموقة. وقالت الحكومة الالمانية في بيان "اعتبرت لجنة الاختيار أدونيس الشاعر العربي الاكثر اهمية في جيله ومنحته الجائزة عن عالمية "اعماله" واسهاماته في الادب العالمي". واضافت أن أدونيس سيتسلم الجائزة وقيمتها المالية 50 ألف يورو "70320 دولارا"-والتي تمنح كل ثلاث سنوات- في حفل في فرانكفورت مسقط رأس يوهان فولفغانغ فون غوته في الثامن والعشرين من غشت. وامتنع أدونيس عن انتقاد السلطات السورية صراحة أثناء الانتفاضة. لكنه شن هجوما لاذعا قبل ثلاثة أسابيع على جميع الحكام العرب. وكان ادونيس قد تعرض الى انتقادات لاذعة بعد زيارته الى شمال العراق عام 2009 ولقائه بالرئيس جلال الطالباني. ووصف مثقفون وسياسيون عرب خطوة أدونيس بانها مباركة للأحزاب الطائفية والدينية الحاكمة في العراق بعد احتلاله عام 2003. ولد أدونيس في 1930 في قرية قصابين الجبلية المطلة على البحر المتوسط. وتعلم في مدرسة ثانوية فرنسية قبل ان يتخرج في جامعة دمشق في الخمسينات وينتقل إلى بيروت. وغادر لبنان اثناء الغزو الاسرائيلي في 1982 للاقامة في فرنسا لكنه لا يزال يزور دمشق.