الصور من موقع دليل الريف عمت مدينة الحسيمة احتجاجات عارمة على إثر واقعة اعتداء أسقطت 3 مصابين ليلة "الاثنين|الثلاثاء"، وإلى غاية كتابة هذه السطور لا زال الآلاف من أبناء المدينة معتصمين بالشوارع، وبساحة الريف خصوصا، للتعبير عن رفضهم للواقعة وما لفها من وقائع خطيرة تورط فيها أحد رجال الشرطة. ووفق إفادات متطابقة لشهود عيان فإن خللا مروريا جمع بين سيارة خاصة لأحد رجال الشرطة، خارج وقت دوامه، وسائق سيارة أجرة قد أفضى للتطور المرصود.. إذ لم يتقبل رجل الأمن عدم إفساح الطريق أمامه، رغما عن عرقلة السير أساسا بساحة الريف، فترجل من مركبته ممطرا السائق وعموم المتواجدين بعين المكان بعبارة من قبيل "الريَافة اولاد السبنيول" وكذا "الحسيميين الأوباش". الوضعية زاد من استفحالها إقدام أحد مرافقي الشرطي على استلال سكين وجرحه لثلاث مواطنين أبدوا استياءهم من كم الشتائم الموجهة لسائق سيارة الأجرة وكافة الريفيين والريفيات، وقد توزعت الإصابة لدى اثنين على الأطراف في الوقت الذي طال ظهر الرّابع جرح غائر.. وهو الحادث الخطير الذي أعقب بهبوط غاضب للمعطلين وشباب 20 فبراير صوب ساحة الريف الشهيرة ب "فلوريدو". المحتجون بشوارع الحسيمة أقدموا على إسعاف المصابين قبل الوقوف على نقلهم صوف المركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس، هذا قبل أن يعمل الغاضبون، وهم المتكاثر عددهم بسرعة كبيرة، على إبداء التشبث بضرورة حضور الوكيل العام للملك باستئنافية المدينة من أجل إجراء معاينة ميدانية للواقعة الدامية والتعنيف اللفظي في حق كافة ساكنة الريف مع تطبيق قانون المسطرة الجنائية على رجل الشرطة المعتدي ومرافقه. وفي تعقيب للحقوقي شكيب الخياري على ما وقع بالحسيمة قال لهسبريس: "الحسن الثاني يتحمل كامل المسؤولية في تفشي العنصرية ضد أبناء الريف، فمنذ عهده بدأ أبناء الريف ينعتون بالأوباش و أبناء الأسبان، و العناصر الأمنية يستخدمون مثل هذه التعبيرات كثيرا في حق أبناء المنطقة لتأثر بنموذجهم و مثلهم الأعلى ملك البلاد أنذاك"، وزاد الخياري ضمن تصريحه: "خطب الملك الراحل كانت تحريضية ضد الريف الذي لم يكن يكن له الود". ووجه الخياري، ضمن تعليقه على خروج الحسيميين للشوارع بعد الواقعة المذكورة، خطابه إلى الملك محمد السادس.. معتبرا بأنه "مطالب بالتدخل لمعالجة الوضع كي لا يتفاقم"، وأن الملك يجب أن "يفرض تعامل الدولة مع أبناء الريف كمواطنين لهم كافة الحقوق شأن باقي المغاربة"، وأردف: التوظيفات الجارية بالمنطقة و كذا واقع الاستثمار المتدهور بها يعدان دليلين على وجود إرادة قوية من أجل تفقير أبناء الريف"، خاتما تصريحه لهسبريس مطالبا ب " وضع حد نهائي لعمليات التهريب الدولي للمخدرات انطلاقا من الريف لكونه لا يفيد إلاّ كبريات المدن المغربية و قارة أوروبا في الوقت الذي لا يلحق الريفيين إلاّ سوء السمعة وسط خطة مدروسة تتحكم فيها الهواجس الأمنية الهادفة لمحاصرة أي فعل سياسي حقيقي بالمنطقة على حساب كرامة و حياة الإنسان الريفي".