لم تمر طريقة استقبال الملك محمد السادس رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، عندما حياه بطريقة باردة، عكس زعماء الدول الحاضرين في مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "كوب 22" بمراكش، دون أن تثير إشادة وإعجاب العديد من قراء ومعلقي هسبريس. وبدا العاهل المغربي متجاهلا للرئيس الزيمبابوي لحظة تحيته زوال أمس الثلاثاء؛ حيث أشاح بوجهه إلى جانبه الأيسر، فيما كان موغابي هو الآخر ينظر إلى الأمين العام للأمم المتحدة، قبل أن يشير الملك لزعيم زيمبابوي بإشارة بيده فهم منها البعض بأن يكمل موغابي طريقه دون التقاط صورة تذكارية. وفسر معلقون الطريقة التي استقبل بها الملك الرئيس الزيمبابوي، الذي يبلغ من العمر 92 سنة، بمواقف هذا الأخير التي تناصر الطرح الذي تنادي به جبهة البوليساريو الانفصالية كحل لنزاع الصحراء، وهو من محاور المعسكر الذي يضم كلا من الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا. أحد معلقي جريدة هسبريس، يدعى الإدريسي، استعار الوصف الرياضي للمعلق التونسي رؤوف بن خليف بقناة "بين سبورت"، وقال: "الدبلوماسية فن راقٍ، ويكفينا فخرا أن لدينا قائدا حكيما..بالمليمتر يا حبيبي بالمليمتر"، فيما قال معلق آخر: "تصرف الملك كان في محله، لأنه أحسن جواب للأعداء". قارئ لقب نفسه ب"ريشي" أورد بدوره أن رئيس زيمبابوي "يعد من أصحاب الإفك الذين ينحازون إلى الأطروحة الجزائرية العدائية للوحدة الترابية للمملكة المغربية"، مضيفا أن "طريقة استقبال الملك لهذا الشخص تعبير واضح لما عهدناه في جلالته من خصال، فهو يكره النفاق"، على حد تعبيره. وقال حمد سهير بخصوص مشهد التحية الباردة من الملك للرئيس الزيمبابوي إن "هذا أقل ما يجب أن يفعل بأعداء الوطن، وهذا درس له ولأمثاله المغرورين الجاهلين لتاريخ المغرب العظيم"، قبل أن يواصل مشيدا بخطوات ملك البلاد، وكتب: "نحن وراءك يا قائدنا الهمام". قارئة تدعى خديجة "تعمقت" أكثر في مشهد تحية الجالس على عرش المملكة للرئيس الزيمبابوي، وقالت: "في آخر اللقطة، منين رفع الملك اليد ديالو، راه قاليه سير وقف من الجهة الأخرى قبل ما ياخذو الصورة، ما بغاهش يوقف حداه، أو قاليه غير كمل طريقك بلا ماتصور معانا". أما معلق سمى نفسه "كوكوب" فلاحظ أن موغابي هو من "بدأ بالتحية الجافة عندما حاول إهمال الملك من خلال تحيته باليد، وهو يثبت نظره على الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون"، مضيفا أن "ردة فعل العاهل المغربي كانت دقيقة وبالمقياس، لأنه من طبيعته شخص مؤدب، ولكن البروتوكول يفرض ذلك أحيانا".