لم تلُكْ زينب العدوي، والي جهة سوس ماسة، الكلمات وهي توجه تحذيراتٍ شديدة اللهجة إلى عدد من مسؤولي التعليم بالجهة، على رأسهم مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، بل أخرجت "العين الحمرا" دون لف ولا دوران في وجوه مسؤولي التعليم بجهة سوس ماسة، بعيدا عن لغة الخشب والكلام المعسول. وارتعدت فرائص مسؤولين في قطاع التعليم بجهة سوس ماسة من تحذيرات العدوي، التي توصف بالمرأة الحديدية، وتعرف بصرامتها التي تضاهي صرامة الرجال الشداد، رغم مظهرها الذي يوحي بالليونة والمرونة؛ حيث ذهبت مباشرة إلى مكمن الداء، وطالبت المسؤولين بأن يشمروا عن ساعد الجد لإنقاذ المدرسة العمومية في الجهة من أوضاعها المزرية. وفي لهجة لم يعتد المغاربة على سماعها من رجال السلطة، طالبت "ابنة دكالة" بإصلاح المؤسسات التعليمية، وبأن تظهر آثار "فلوس الأكاديمية" على مستوى التعليم بالجهة، قبل أن تصف عددا من المدارس بالإسطبلات لشدة تردي مرافقها، لتمارس بذلك سلطتها كاملة كوالي على قطاع التعليم بجهة سوس. ويحسب للعدوي أنها فتحت ملف المدرسة العمومية بجهة سوس أمام الملأ، جهارا ودون مواربة، ولا رغبة في "السير جنب الحائط" كما يفعل بعض رجال السلطة إلى أن تنتهي مهامهم، بل أعلنتها حربا ضروسا على المنتفعين من الوضع الراهن في مدارس الجهة، مستندة في ذلك إلى تواصلها الميداني مع التلاميذ، وزياراتها المفاجئة إلى كثير من المؤسسات والمرافق بالجهة. وليس غريبا على العدوي التركيز على "أموال الأكاديمية" التي ينبغي، بحسب رأيها، أن تُصلح بها المدارس العمومية؛ ذلك أنها كانت قاضية للحسابات سنة 1984، واعتبرت حينها أول امرأة مغربية تتقلد هذا المنصب، كما أنها صاحبة أطروحة دكتوراه ناقشت فعالية مجلس الحسابات، وألقت درسا حسنيا أمام الملك بعنوان "حماية الأموال العمومية في الإسلام".