نظّمت الهيئات الديمقراطية والتقدمية بمدينة مراكش، الأحد، مسيرة المناخ الدولية "تحت شعار لا عدالة مناخية بدون عدالة اجتماعية"، من أجل "المطالبة ببدائل حقيقية للحفاظ على الطبيعة التي تستغلها الرأسمالية"، حسب تصريحات متطابقة للمشاركين لهسبريس. الشكل الاحتجاجي، الذي انتهى بباب دكالة، ندد خلاله المدافعون عن البيئة والفئات الاجتماعية المستضعفة بالاستثمار في المجال العسكري الذي تنفق عليه ميزانية كبيرة، بالرغم من أنه يهدد البشر والشجر والحجر. إدريس عدة، عضو السكرتارية الوطنية للشبكة الديمقراطية لمواكبة "كوب22"، أوضح لهسبريس، أن "المسيرة تأتي من أجل ربط "العدالة المناخية والعدالة الاجتماعية"؛ لأن "ضحايا الاحتباس الحراري هم دائما الفئات المعوزة والهشة". ويتابع المتحدث ذاته، "وبناء عليه، رفعنا أصواتنا عاليا لنقول بأن لا عدالة بدون مذنب وقاض محايد. وهذا ما لم يتحقق في كافة المؤتمرات التي نظمت بخصوص المناخ"، على حد قول عدة. وحسب عضو السكرتارية الوطنية للشبكة الديمقراطية لمواكبة "كوب22"، فإن "العدالة المناخية لم تتحقق بعد؛ لاعتبارين اثنين الأول هو أن المذنب لم يظهر بعد، وثانيا لأن القاضي غير محايد"، مشيرا إلى أن "الطرف الأول يتجلى في النظام الرأسمالي المهين الذي يقود كوكب الأرض إلى الكارثة، أما القاضي فهو الشعوب". وزاد إدريس عدة موضحا "أن النظام الرأسمالي يتحكم في القرار الدولي عبر الأممالمتحدة ومجلس الأمن وصندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات المالية"، وعبرهم يدير القرارات الوطنية من خلال مصادرة إرادات الشعوب في بناء أنظمة ديمقراطية وطنية مستقلة"، يقول عدة. ووفق تعبير الفاعل الجمعوي نفسه فالإشكال المناخي ليس تقنيا كما تروج لذلك الآلة الإعلامية المتحكم فيها من لدن الرأسمال المتوحش، ما جعل كل المؤتمرات المرتبطة بالمناخ لا تقدم سوى حلولا تقنية زائفة "كتوجيه الغيوم من منطقة إلى أخرى لإسقاط الأمطار، والسيارة الخضراء والسياحة الإيكولوجية والاقتصاد الأخضر.. ف"هذه الأوهام التقنية أصبحت مصدرا آخر لجني أرباح جديدة لفائدة الرأسمالية.. لذا، فالشعوب تنتظر بدائل حقيقية لمواجهة ما يهدد كوكبنا، تربط مصالح الإنسان بندرة الموارد الطبيعية؛ فالفلاحة الأسرية، التي يتعاطاها صغار الفلاحين مثلا، تغذي 70 في المائة من سكان العالم ب30 في المائة من الطاقة المطلوبة". وبناء عليه، يستنتج المحتج نفسه، "أن إصلاحا زراعيا يمكن صغار الفلاحين من الأراضي بكل دول العالم سيمكننا من توفير نسبة كبيرة من الطاقة، التي تحرق وتنتج غاز الكاربون". وزاد عدة مقدما البديل الثاني "الذي يتمثل بحسبه في مناهضة قيم الاستهلاك"، التي تدفع إلى استهلاك أكثر مما تقدم الأرض، بالرغم من أن "الخبراء أثبتوا أن 50 في المائة من السلع الاستهلاكية التي تنتج لا حاجة للبشر بها، وفي طليعتها الصناعة العسكرية، التي تشكل استنزافا حقيقيا لثروات الشعوب"، حسب قوله. وخلص الفاعل الحقوقي عينه إلى أن "الحل الحقيقي للاحتباس الحراري لن يتأتى من خلال قمم المؤتمرات كالكوب 22 وغيره، الذي يشرك المجتمع المدني بشكل كرنفالي، بل إن ذلك لن يكون إلا عبر قمم للشعوب"، كبديل يجب أن تسعى إليه كل القوى الديمقراطية والتقدمية، على حد قول إدريس عدة.