تركز اهتمام صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الخميس بالخصوص على فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الامريكية ، إضافة إلى عدد من المواضيع الدولية والمحلية والاقليمية. ففي بلجيكا، خصصت الصحف تعليقاتها لفوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، حيث اعتبرت (لاديرنيير أور) أن " لا أحد كان يتوقع انتخاب دونالد ترامب، لكن بعد تفكير يبدو أنها ليست مفاجئة " مضيفة أن هذا الانتصار كشف على أن وصول امرأة إلى أعلى منصب في أمريكا أمر لا زال صعب المنال. أما (لوسوار) فوصفت فوز ترامب بالزلزال والصدمة وأن 8 نونبر 2016 سيظل يوما مشهودا في القرن الواحد والعشرين، مضيفة أن لا أحد، باستثناء ترامب، كان يتوقع فوز المرشح الجمهوري. وبالنسبة ل(لاليبر بلجيك) فإن فوز ترامب بالبيت الأبيض سيدخل العالم في أجواء من القلق وعدم اليقين، حيث تعهد هذا الأخير بمراجعة الاتفاقيات الاقتصادية للولايات المتحدة والتحالفات السياسية والعسكرية التي تشكل عمودها الفقري. وفي ألمانيا، اعتبرت صحيفة (هاندلسبلات) أن فوز ترامب ، "ليس فقط هزيمة ولكنه إذلال "، ليس بالنسبة لهيلاري كلينتون وحدها ولكن للسياسة الغربية برمتها مشيرة إلى أن انتصار ترامب تتويج "لزلزال أصاب العالم "، إذ رفع من قيمة الشعبويين في أوروبا كلوبان وفيلدرز ، وغيرهم فشكل صدمة في باريسوبرلين وبروكسل. من جانبها، ترى صحيفة (تريريشه فولكشفرويند) أن الناخبين في الولاياتالمتحدة ، اختاروا "غطرسة السلطة" ورفعوا "البطاقة الحمراء " إذ فضلوا مغامرة ترامب الذي ليست لديه أي تجربة في السياسة مستحضرة كل الانتقادات التي وجهت لترامب ومع ذلك فاز في الانتخابات مما يجعل الوضع أكثر تعقيدا وفق الصحيفة. أما صحيفة (تاغستسايتونغ) فأشارت إلى خطاب الفوز الذي ألقاه ترامب مشيرة إلى أنه تحدث في كلمته القصيرة بصوت هادئ وبنبرة جديدة معتدلة فيها يدعو للمصالحة، هو الذي أيده المتطرفون ووعد بالقطيعة مع النظام السابق وهي أسباب فوزه . وترى الصحيفة أنه لا توجد أية أسباب للثقة بنبرة دونالد ترامب وصوته الخافت الذي ظهر به فجأة لأنه وعد في حملته الانتخابية بالكراهية. وكان استنتاج صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) مماثلا إذ عبرت عن شكوكها في أن تذوب العاصفة التي تشهدها جل أنحاء البلاد ، مع فوز الرئيس الجديد مشيرة إلى أنها لن تسلم من الغضب، والمرارة وخيبة الأمل حتى على خلفية انتخاب الرئيس الجديد مشيرة إلى أن الأمريكي دخل في دوامة من التغيير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وفي إسبانيا، كتبت صحيفة (إلباييس) أن الرئيس باراك أوباما والمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، اعترفا بفوز الملياردير الأمريكي، مشددين على أهمية احترام قواعد اللعبة الديمقراطية. ونقلت اليومية عن أوباما قوله "نحن نلعب في نفس الفريق. وبعد كل شيء فنحن جميعا أميركيون"، للتخفيف من صدمة الهزيمة أمام ترامب، مضيفة أن الشعبويين ومناهضي النظام في جميع أنحاء العالم احتفلوا بهذا الفوز. من جهتها أوردت صحيفة (إلموند) أن "الولاياتالمتحدة دخلت عصر الشعوبية"، مشددة على أن استياء أمريكاالبيضاء والريف أوصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات في جميع الولايات الرئيسية. وتابعت اليومية أن ترامب حرص، بعيد إعلان فوزه، على تهنئة منافسته على الحملة الانتخابية التي قامت بها، ودعا مواطنيه إلى التوحد، وطمأن، من جهة أخرى، حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي سياق متصل، أشارت صحيفة (أ بي سي) إلى أن الاعتدال الذي أظهره دونالد ترامب في أول خطاب بعد فوزه في الانتخابات وقبول كلينتون وأوباما بالهزيمة هدأ من مشاعر الصدمة عالميا عقب دخول الشعبوية للبيت الأبيض. أما صحيفة (لا راثون) فذكرت أن انتصار دونالد ترامب يعد إعلانا عن مجيئ "اضطراب عالمي جديد"، وإن حاول رجل الأعمال الأمريكي طمأنة مواطنيه بعد فوزه في الانتخابات ودعوتهم إلى التوحد. وفي فرنسا اكدت صحيفة (لوموند) ان انتخاب دونالد ترامب شكل مفاجأة كبرى، مشيرة الى ان هذا الحدث الذي يشبه انهيار حائط برلين ، واحداث 11 شتنبر2001 ينذر بعالم جديد لا نستطيع حتى الان التكهن بتداعياته . واضافت انه في هذا العالم كل ما كان يعتبر مستحيلا او غير قابل للتحقيق، اصبح ممكنا. من جهتها، قالت صحيفة (لوفيغارو) ان دونالد ترامب الرئيس ال45 للولايات المتحدةالامريكية ، والاول خلال 22 سنة من التاريخ السياسي للبلاد الذي يتم اختياره من عالم الاعمال دون ان يكون قد انتخب في السابق في قيادة القوة الاقتصادية الاولى وصاحبة اكبر ترسانة عسكرية، مع توفره على اغلبية في مجلسي الكونغرس . واشارت الصحيفة الى ان دونالد ترامب سيعمل بعد تنصيبه في 20 يناير المقبل على تسجيل اولوياته ضمن اجندة واشنطن المتعلقة بعدد من مجالات الحياة السياسية للولايات المتحدة،والسياسة الخارجية. واكدت الصحيفة ان النجاح الانتخابي الباهر لدونالد ترامب فاجأ حتى معسكره، مضيفة ان الملياردير بعثر الخريطة الانتخابية. وفي البرتغال سلطت الصحف المحلية هي الأخرى الضوء على فوز دونالد ترامب كرئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية. فكتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) تحت عنوان "فاز ترامب. والآن ماذا عن أوروبا؟"، أن الاتحاد الأوروبي قد حاول أمس لكنه فشل في إخفاء غضبه الناجم عن فوز دونالد ترامب في انتخابه رئيسا بالولاياتالمتحدة في وقت صعد فيه إلى السلطة سيريزا في اليونان وتصويت بريطاني على خروجها من الاتحاد الأوروبي. وذكرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة، تعد أكبر شريك تجارى للكتلة الأوروبية وعلى مدى عقود، وضامن أمنها، في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو) ، وحليفا لها خلال الحرب الباردة ، التي كان الأمريكيون أكبر المساهمين فيها. من جهتها أشارت صحيفة (جورنال دي نوتيسياس) إلى أن دونالد ترامب سيؤدي اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة بشكل رسمي في 20 يناير من سنة 2017. وقبل شهرين من دخوله إلى البيت الأبيض، إذ في نفس اليوم الذي انتخب، نشر المليونير ( 70 سنة)، على صفحة ترشيحه عقدا مع الأميركيين. وأضافت الصحيفة أن هذا العقد الذي يحمل عنوان "عقد دونالد ترامب مع الناخب الأمريكي" ، يتضمن ستة اجراءات تهدف إلى مكافحة الفساد في واشنطن، وسبعة إجراءات لحماية العامل الأمريكي، وخمسة إجراءات لاستعادة الأمن وضمان تطبيق الدستور، وذلك ضمن عدد من التدابير الأخرى . أما صحيفة (بوبليكو) فكتبت تحت عنوان "انتصار ترامب يلهم الأوروبيين الشعبويين" أن " فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية حظي بترحيب من قبل قادة أحزاب اليمين المتطرفة الشعبوية في أوروبا كحركة لتحرير الشعوب. " ونقلت الصحيفة تصريحا لرئيسة الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبان إذ قالت " حدث الليلة الماضية لم يكن نهاية العالم بل نهاية عالم . فمبروك للشعب الأمريكي الحر"، والتي تعهدت بأنها ستكون الفائزة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل سنة 2017. وفي بريطانيا،سلطت صحيفة (تايمز ) الضوء على وعد دونالد ترامب، الذي انتخب الرئيس ال45 للولايات المتحدة ، بتوحيد "أمريكا المنقسمة " مشيرة إلى أن انتخاب ترامب شكل "زلزالا سياسيا في الغرب ." وكتبت الصحيفة أن قلة قليلة من الخبراء الذين اعتقدوا أن دونالد ترامب ممكن أن يفوز بالسباق الرئاسي، لكن الملياردير الشعبوي (70 سنة ) قد فرض نفسه بحصوله على انتصار مفاجئ ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في ولاية فلوريدا وفي كارولاينا الشمالية وأوهايو، وهي الولايات الثلاث التي شهدت منافسة شديدة وحاسمة بين الجانبين. وأضافت الصحيفة أن الأسواق المالية تراجعت قبل أن تنتعش بعد خطاب ترامب الذي قدم فيه المرشح الجمهوري المنتصر رسالة مصالحة بعد حملة اتسمت بالتجاوزات والخلافات إذ وعد أن يكون رئيسا لجميع الأميركيين وقال أن " الوقت قد حان لتضمد أمريكا جراح الانقسام" . ووفق صحيفة (فاينانشال تايمز) ، فإن انتصار ترامب ممكن أن يتسبب في فترة من الاضطرابات السياسية في العالم حيث العديد من البلدان تتساءل بالفعل عن دور وموقف واشنطن بخصوص العديد من القضايا الاستراتيجية على الساحة الدولية. صحيفة (ديلي اكسبرس ) اهتمت من جانبها بتأثير انتصار ترامب على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، في حين ذكرت صحيفة (صن) ان انتخاب الملياردير الشعبوي للبيت الابيض "صدمت العالم" ، وهي وجهة نظر تقاسمتها صحفتا (ديلي ميل) و(ديلي ميرور)، في حين وصفت صحيفة (ديلي تلغراف ) انتصار دونالد ترامب بمثابة "ثورة أمريكية".