مع فوز مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، لم تكن منافسته الأقرب هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي، الخاسرة الوحيدة، وإنما استطلاعات الرأي التي رجحت فوزها في الانتخابات. عدم التوفيق في توقع النتائج رصد كذلك في استطلاعات الرأي حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من عدمه، إذ كانت ترجح الخيار الثاني، الأمر الذي لم يحصل، إلى جانب فوز حزب المحافظين في الانتخابات البرلمانية البريطانية العام الماضي عكس توقعات الاستطلاعات. ومن سلسلة استطلاعات الرأي غير الصائبة استفتاء الشعب الكولومبي، مطلع أكتوبر الماضي، للموافقة على اتفاق السلام الذي عقدته حكومة البلاد مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية - الجيش الشعبي المشتهر اختصارا بتسمية "فارك".. حيث أن استطلاعات الرأي رأت أن الشعب الكولومبي سيوافق على اتفاق السلام مع "فارك"، إلا أن نتيجة الاستفتاء جاءت عكس ذلك. وكمثال على فشل الاستطلاعات، شهد اليوم فوز دونالد ترامب على منافسته الأقرب في الانتخابات الأمريكية، على عكس الاستطلاعات التي تحدثت عن أفضلية هيلاري كلينتون للوصول إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. وسائل إعلامية أمريكية كبيرة، على رأسها "سي إن إن" و"إم سي إن بي سي"، وصحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز، كانت ترجح فوز كلينتون في الانتخابات.. وبلغت هذه المنابر الإعلامية درجة كبيرة من التأكيد على فوز كلينتون، وأعدت برامج تحدثت فيها عن طبيعة رئاسة "السيدة الاولى سابقا"، وأي نوع من التركة ستتسلمها من بارك أوباما، وكيف ستكون سياساتها الجديدة، وما إلى ذلك من تحاليل. وقبل نتائج الانتخابات كانت الاستطلاعات تشير إلى تقدم كلينتون بفارق 3 أو 4 نقاط على ترامب.. ومن بين 10 استطلاعات جرت قبل الانتخابات بأسبوع فقط جاءت 9 منها لصالح فوز كلينتون مقابل واحد لصالح فوز ترامب. وغالبية الاستطلاعات التي جرت خلال الشهر الماضي رجحت فوز كلينتون، والشهر الذي قبله رجحت 5 منها فقط فوز ترامب من بين 40 استطلاعا "علميا" للرأي. وتعد صحيفة لوس أنجلس تايمز، وجامعة كارولينا الجنوبية، الجهتين الوحيدتين اللتين لم تخطئا في استطلاعات الرأي بالولايات المتحدة.. إذ رجحت صحيفة لوس أنجلس فوز ترامب في جميع استطلاعاتها، وفي آخر واحد منها أشارت إلى فوز الأخير بفارق 3 نقاط على منافسته كلينتون.