ككل سنة تعرف انتخابات رئاسية، تتعالى في الولاياتالمتحدةالأمريكية أصوات تدعو إلى وضع حد لسلطة المال في الحملات الانتخابية، خاصة وأن عددا من المرشحين يصرفون أموالا طائلة من أجل التواصل مع أكبر عدد من الأمريكيين، واستمالة أصواتهم قبيل الاقتراع العام. الحد من التأثير السلبي للأموال يواجه تحدي ارتفاع التكاليف في الحملات الانتخابية، خاصة أن هذه الأخيرة ليست مجانية، وإنما تتطلب شركات للتواصل وهيئات متخصصة في الانتخابات تقوم بالعمل بشكل مستمر إلى جانب المرشحين، من خلال المساعدة على تسجيل الناخبين، وطبع أوراق الدعايات وتوزيعها، وتنظيم اللقاءات، بالإضافة إلى الوصلات الدعائية التي يتم بثها على القنوات التلفزية، وكذا جمع التبرعات. دونا ديلاي، مديرة رابطة النساء الناخبات "LWV" في ولاية فلوريدا، انتقدت الاستعمال المفرط للمال في الانتخابات الرئاسية التي سيكشف عن نتائجها في الثامن من هذا الشهر، معتبرة أن هذه المسألة تعد من أبرز القضايا التي تواجه مصداقية الانتخابات في الولاياتالمتحدة، بالنظر إلى ضخامة هذه الأموال التي تصرف على الحملات الانتخابية من قبل جميع الأحزاب المتنافسة على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض، خاصة الحزبين الديمقراطي والجمهوري. مديرة المنظمة التي تعنى أيضا بالدعوة إلى المشاركة في الحياة السياسية قالت، خلال لقاء لها مع عدد من الصحافيين في مدينة ميامي، إن ما تعرفه هذه الانتخابات، يحتم سن قوانين تحد من استعمال المال، فيما أوضحت أن المنظمة التي تشتغل فيها منذ أربعين سنة تعمل على دفع المواطنين الأمريكيين إلى التصويت للمرشح الذي يرونه مناسبا لكي يكون رئيسا للبلاد، مردفة أن رابطة النساء الناخبات لا تدافع عن أي حزب معين، وإنما يقتصر دورها على التوعية بضرورة المشاركة السياسية. وبالرغم من أن الحزب الديمقراطي قرر الدفع بهيلاري كلينتون لتكون مرشحته في الانتخابات الرئاسية، ردت ديلاي على سؤال لهسبريس حول إمكانية دعم كلينتون باعتبارها امرأة بأن أعضاء المنظمة قاموا بتنظيم نقاشات عديدة حول هذا الموضوع، وقرروا عدم الدعوة للتصويت لأي مرشح كيفما كان، ويبقى الاختيار حرا للجميع حسب من يريده لكي يكون الرئيس القادم للولايات المتحدةالأمريكية. وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة ذاتها أن الرهان الحالي هو العمل على تحسيس المواطنين بضرورة الانخراط في الحياة السياسية، خاصة مع التحديات التي تعرفها البلاد على المستوى الاقتصادي تلك المرتبطة بالهجرة، موردة على أن التحدي البيئي يبقى حاضرا بقوة لدى "LWV".