"مرحبا بك بين أهلك ووطنك، ومتمنياتنا لباقي المعتقلين الفرج القريب"، هكذا استقبل أصدقاء وأقارب المعتقل المغربي السابق عز الدين بوجنان خبر إطلاق سراحه وعدم متابعته، بعد تسليمه من السلطات العراقية يوم الثلاثاء 25 أكتوبر الماضي، في أول عملية ترحيل من نوعها. وقرر الوكيل العام للملك باستئنافية الدارالبيضاء إخلاء سبيل بوجنان، (34 سنة، أدين بتهمة "دخول الأراضي العراقية بطريقة غير شرعية" منذ دجنبر 2004، إبان الغزو الأمريكي للعراق)، وعدم متابعته، بعدما قضى 11 يوما في ضيافة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بحي "المعاريف" في الدارالبيضاء، فيما أسرّ أقرباء المعني لهسبريس بأن المصالح الأمنية والقضائية تعاملت مع عز الدين بوجنان بشكل جد لائق، ومكنت عائلته من زيارته في أكثر من مناسبة. ويتواجد بوجنان، ابن مدينة طنجة، حاليا وسط عائلته حيث يعيش فترة نقاهة، إثر العياء النفسي والصحي الذي طاله بسبب اعتقاله لأزيد من 12 سنة في سجون العراق، إضافة إلى أنه مصاب بداء السكري، وفق ما نقلته أسرته في إفادات لهسبريس. عبد العزيز البقالي، المنسق الوطني لتنسيقية عائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة في العراق، قال في تصريح لهسبريس: "استبشرنا خيرا بهذا النبأ السار ونتمنى من الأجهزة الأمنية والدبلوماسية المغربية أن تفرح باقي العائلات بالتدخل للإفراج عن باقي المعتقلين المغاربة في العراق والكشف عن المفقودين". وأورد البقالي أن المغرب تعامل بشكل راق مع عز الدين بوجنان، و"تم تطبيق القانون وأعلموا عائلته فور تسلمه من العراق وسمحوا لهم بزيارته مرارا"، مشددا على أن مسيرة التنسيقية لن تتوقف "حتى يعود آخر معتقل ومفقود مغربي من العراق ويطلق سراحهم كما تم التعامل مع بوجنان". وغادر عز الدين بوجنان، المنحدر من حي بني مكادة بطنجة، صوب العراق بعد تعرضه للغزو الأمريكي، ليتم اعتقاله في فاتح دجنبر 2004 ببغداد، تحت رقم "159567" ورقم "27369"، بمقتضى قانون الجوازات، وبتهمة دخول الأراضي العراقية بطريقة غير شرعية، لتتم إدانته بالسجن النافذ في "معتقل سوسة" لمدة 15 سنة، تم خفضها إلى 11 عاما، فيما ظل يشكو من تعرضه للتعذيب النفسي والجسدي وعدم تمتيعه بمحاكمة عادلة إثر محاكمته في جلسة مغلقة. بعد انتهاء مدة محكوميته، ظل بوجنان لأشهر رهن إقامة بالعاصمة بغداد خاصة بالمرحلين تابعة لمصلحة الهجرة، في انتظار تسلميه إلى السلطات المغربية، قبل أن تحتج عائلته وعدد من النشطاء الحقوقيين، وهو التحرك الذي دفع جهات دبلوماسية وأمنية مغربية إلى التدخل بغرض المعالجة العاجلة للملف، فتم ترحيله الأسبوع الماضي إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء.