يصنف النظام الانتخابي للاستحقاقات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية على أنه من أكثر أنماط الاقتراع تعقيدا في العالم، بالنظر إلى أن الناخبين لا يدلون بأصواتهم بشكل مباشر على رئيسهم، بل يصوتون على من سيختار قائد البيت الأبيض؛ وذلك في إطار ما يسمى "المجمع الانتخابي". ويبلغ عدد الناخبين الكبار 538 ناخبا يصوت عليهم الأمريكيون، بالإضافة إلى ثلاثة ناخبين من مدينة واشنطن التي لا تنتمي إلى أي ولاية. كما أن الظفر بالكرسي الرئاسي يتطلب جمع أكثر من 270 صوتا من أصوات الناخبين الكبار، في حين أن 18 ولاية باتت محسومة للحزب الديمقراطي، مقابل 13 فقط للحزب الجمهوري، لتبقى بذلك الولايات الأخرى متأرجحة ما بين التصويت لدونالد ترامب وهيلاري كلينتون. وتعتبر ولاية فلوريدا، التي تضم 29 ناخبا كبيرا، من أبرز الولايات المتأرجحة التي لم يستطع لا الديمقراطيون ولا الجمهوريون حسمها، ما يجعلها تعد إحدى أبرز مفاتيح البيت الأبيض بالنسبة لكلا المرشحين، وهو ما دفعهما إلى زيارتها لعدة مرات من أجل استمالة أصوات الناخبين. هسبريس زارت أكبر مقاطعات الانتخابات في مدينة ميامي، للتعرف بشكل أكبر على كيفية التصويت في هذه الولايات التي يتجاوز عدد سكانها 20 مليون نسمة، لتكتسي أهمية خاصة، بالنظر إلى كونها ساهمت أيضا بشكل مباشر في صعود المرشح الجمهوري جورج بوش على حساب نظيره الديمقراطي أل كور. وتحدثت كارولينا لوبيز، إحدى مراقبات الانتخابات في هذا المركز، عن الجديد الذي تحمله هذه الانتخابات، خاصة في ما يتعلق بنمط الاقتراع، وأوضحت أنه من أجل تجاوز الإشكالات التي كانت مطروحة في الاستحقاقات الماضية اختارت سلطات ولاية فلوريدا أن تعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا والرقمنة، خاصة في ما يتعلق بالتصويت عبر الإنترنت. وكشفت لوبيز أن سلطات الولاية قامت بالاستثمار في السنوات الماضية بشكل كبير في تحديث وتطوير التصويت الافتراضي، من خلال استعمال آلات خاصة تسمح باحتساب النتائج مباشرة بعد التصويت بلحظات قليلة، كما أن الصوت الذي يدلى به عبر التصويت الافتراضي تتم طباعته في ورقة، يحتفظ بها حتى بعد الانتخابات. تميز النظام الانتخابي الأمريكي يتمثل أيضا في أن كل ولاية تختار طريقتها الخاصة للتصويت، ولذلك فإن أنماط الاقتراع في ولاية فلوريدا تنقسم إلى ثلاثة أنواع؛ الأول هو التصويت عبر البريد، ثم التصويت عبر الإنترنت، فالاقتراع المباشر. وفي هذا السياق كشفت كارولينا لوبيز أن التصويت عبر البريد ارتفع بنسبة 67 في المائة في هذه الانتخابات، وذلك بالمقارنة مع انتخابات 2012، إذ تجاوز عدد المصوتين إلى حدود الأول من نونبر الحالي 240 ألف ناخب، مقابل 143 ألفا فقط في الانتخابات الرئاسية الماضية؛ في حين ارتفع أيضا التصويت المباشر بنسبة قياسية بلغت 159 مقارنة بالاستحقاقات الانتخابية الماضية، ما يبشر بأن هذه الانتخابات ستعرف ارتفاعا في نسب المشاركة، وتنافسا محتدما بين المرشحين.