يظل مصير الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة اليوم الثلاثاء٬ التي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما مع الجمهوري ميت رومني٬ مرتبطا بعدد من الولايات المعروفة ب "الولايات المتأرجحة"٬ التي قد تصنع الفوز لأحد المرشحين. فمن بين خمسين ولاية تضمها الخريطة الانتخابية الأمريكية٬ فإن 12 منها٬ التي ظلت "متأرجحة" لأنه لم يستطع أي من المرشحين الظفر بها مسبقا٬ ستكون مفتاح الفوز بالنسبة لأوباما أو لرومني. ويتعلق الأمر بولايات فلوريدا وفرجينيا وويسكونسن وكولورادو ونيفادا وبينسيلفانيا وأيوا ونيوهامبشير وكارولينا الشمالية وميشيغان ومينيسوتا. وتجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق الاقتراع العام غير المباشر على مستوى كل ولاية٬ بحيث يختار الناخبون ممثلين لهم (الناخبون الكبار) يتحملون في ما بعد مسؤولية انتخاب الرئيس الجديد ونائبه. ويعطي هذا النمط الانتخابي أهمية كبرى للولايات المتأرجحة. واعتبر الملاحظون والفريقان المشرفان على حملة المرشحين٬ أنه من بين ال12 ولاية يظل فيها الفوز غير محسوم٬ ستكون الكلمة الفصل لأوهايو خلال الانتخابات الرئاسية هذه السنة. وتبقى هذه الولاية٬ الواقعة وسط غرب أمريكا٬ والتي تضم مناطق حضرية وقروية وصناعية٬ الولاية المفتاح خلال هذه الانتخابات المحتدمة ٬ حيث ظل المرشحان متعادلان منذ عدة أشهر في نوايا التصويت على الصعيد الوطني. وتحتل ولاية أوهايو (18 صوتا) موقعا استراتيجيا في الخريطة الانتخابية الأمريكية٬ خصوصا وأن تاريخ الرئاسيات الأمريكية يؤكد أنه لم ينجح أي مرشح جمهوري في الوصول إلى البيت الأبيض دون الظفر بها. وكان استطلاع للرأي أنجزته (إن بي سي نيوز) و(وول ستريت جورنال) و(ماريست)٬ نشر نهاية هذا الأسبوع٬ قد كشف عن تقدم الرئيس المنتهية ولايته على منافسه رومني في أوهايو بنسبة 51 في المئة مقابل 45 في المئة. وأظهر استطلاع آخر أنجزته (سي إن إن) و(أو آ رسي)٬ نشر أول أمس السبت٬ أن أوباما حصل على 50 في المئة من نوايا التصويت بأوهايو٬ مقابل 47 في المئة بالنسبة للمرشح الجمهوري. وتعكس هذه الأرقام ٬ بشكل أو بآخر٬ الصعوبات التي يواجهها ميت رومني بأوهايو٬ بسبب الشعبية التي يحظى بها مخطط أوباما لإنقاذ قطاع السيارات٬ خصوصا أن هذا القطاع يشغل الملايين من الأشخاص بهذه الولاية٬ ويساهم في تحقيق انتعاش اقتصادي بها٬ حيث يظل معدل البطالة فيها أقل منه على المستوى الوطني. وبهذا٬ فإن الاستراتيجية الانتخابية لرومني٬ التي تنتقد السياسة الاقتصادية لأوباما وملف التشغيل٬ لا تجد صدى لها لدى ناخبي أوهايو. وخلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2008٬ تمكن أوباما من الظفر بستة من بين الولايات المتأرجحة ال12٬ هي أوهايو وفلوريدا وبينسلفانيا وكولورادو وويسكونسن وفيرجينيا٬ التي ساهمت بشكل كبير في تحقيق فوزه التاريخي على خصمه أنذاك جون ماكين.