كثف المرشحان الأمريكيان الديموقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، في اليوم الأخير من السباق الرئاسي، وجودهما في الولايات المتأرجحة في محاولة لحسم الأصوات التي لم تتخذ قرارها النهائي بعد. ففي أخر يوم لحملتيهما الانتخابية، توجه رومني إلى فلوريدا التي أشارت استطلاعات الرأي إلى تقدم أوباما بها ثم إلى فرجينيا ونيوهمشاير واوهايو بينما قضى أوباما اليوم الاخير لحملته في ولايات ماديسون وويسكنسون ثم ايوا واوهايو. وقال محللون أن أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة قد تحسم النتيجة النهائية للانتخابات حيث تشير استطلاعات الرأي إلى فروق لا تذكر بين المرشحين ما يجعل من المتعذر التكهن بالفائز في السباق الانتخابي. إلا أن استطلاعات أجريت في التسع ولايات التي تمثل الأرض الحقيقة للمعركة أشارت إلى تقدم طفيف للرئيس الامريكي أوباما فيها. وكثفت الحملات الانتخابية في ولاية أوهايو التي لم يتمكن أي مرشح جمهوري من الوصول إلى البيت الأبيض دون ان يفوز بأصوات هذه الولاية. وقضى المرشحان يوم الأحد في مخاطبة الناخبين في ولايات مختلفة حيث تحدث رومني للحشود في بنسلفانيا في الوقت الذي قال مساعدوه أنهم متأكدون من فوز مرشحهم الجمهوري بأصوات هذه الولاية. ونظمت حملة اوباما لقاءات له بجماهير الناخبين في نيوهامشير وفلوريدا واوهايو وكلورادو. وأدلى نحو 30 مليون ناخب أمريكي بأصواتهم في عملية التصويت المبكر التي جرت في 34 ولاية وهو الرقم الذي يعد قليلا مقارنة بالاعداد التي شاركت في العملية نفسها في انتخابات 2008 والتي وصلت أعدادهم إلى 130 مليون ناخب. ففي ولاية فلوريدا، رفع الديموقراطيون في خطوة غير مسبوقة دعوى قضائية لمد فترة التصويت المبكر بينما يمثل مسؤولون جمهوريون في أوهايو امام المحكمة للدفاع عن أنفسهم في تهمة توجيه موظفين محليين بشأن عمليات التصويت في الولاية. وكان أوباما قد حقق الشهر الماضي انتصارا قضائيا يمكن ان يكون حاسما في ولاية اوهايو التي تشهد تنافسا شديدا، حيث سمحت المحكمة للمزيد من الناخبين المعروفين عادة بميولهم الديموقراطية بالتصويت مبكرا في الانتخابات الرئاسية. وبات التصويت المبكر ممكنا منذ الثاني من تشرين الاول/ اكتوبر في اوهايو، الا ان المجلس المحلي ذي الغالبية الجمهورية صوت العام الماضي لحصر حق التصويت المبكر فقط بالعسكريين بين السبت الموافق الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر والاثنين في الخامس منه. وانتقد البعض الحكم القضائي وقالوا إنه جاء لمصلحة اوباما. وأشار أخر استطلاع للرأي في الولاية الشمالية الذي اجرته صحيفة اوهايو كولومبس ديسباتش إلى تقدم أوباما على منافسه بنسبة 2%. وقال رومني مخاطبا الناخبين في كليفلاند إن منافسه الرئيس الامريكي فشل في تحقيق وعوده الانتخابية اضافة الى تحيزه متحيزا لحزبه. وأضاف رومني "لم يستمع أوباما خلال الفترة الماضية لأي صوت غير صوت حزبه فهو لا يرفض السماع للجمهوريين فقط بل يرفض الاستماع ايضا لاي صوت مستقل". وقال في موريسفيل "سوف يعود الحزب الجمهوري إلى البيت الأبيض لإننا سوف نفوز بإصوات ولاية بنسلفانيا". وتمثل رد حملة اوباما على هذا الهجوم بتكليف الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون بعقد عدة مؤتمرات في ولاية بنسلفانيا للترويج للمرشح الديموقراطي. وقال الديموقراطيون ان القرار الذي اتخذته حملة رومني في اللحظات الاخيرة بالذهاب الى بنسلفانيا يدل على مدى يأس الجمهوريين بينما تشير استطلاعات الرأي الى احتدام السباق فيها. وقال أوباما في كونكورد في ولاية نيوهامشير "الأمر الان في ايديكم فهذه هي الديموقراطية. أنتم من سيتخذ القرار الذي سيقرر مصير هذا البلاد لعقود مقبلة". وقال استطلاع للرأي لقناة ايه بي سي الاخباريه وصحيفة واشنطن بوست أن كلا المرشحين حصلا على 48 في المئة من الاصوات. وأشار الاستطلاع أن رومني هو المرشح المفضل بين البيض وكبار السن والمسيحين البروتستانت بينما يفضل النساء وصغار السن وغير البيض أوباما ليكون مرشحهم الرئاسي. ويقول موفدنا إلى الولاياتالمتحدة، عامر سلطان، إن حملة أوباما تحث الناخبين على الاقبال على التصويت في مختلف الولايات، باعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة لمنع عودة الجمهوريون الى الحكم. ومن المقرر أن تجرى أيضا الثلاثاء انتخابات مجلس النواب وبعض حكام الولايات وثلث أعضاء مجلس الشيوخ. وفي الوقت الذي يتوقع أن يحتفظ الجمهوريون بسيطرتهم على مجلس النواب، يتوقع أيضا ان يكون للديموقراطيين الغلبة في مجلس الشيوخ.