وقع اختيار شركة سياومي (Xiaomi) الصينية للهواتف الذكية على المغرب ليشكل وجهة سياحية من أجل التقاط صور تجريبية لعدة معالم ومآثر تزخر بها المملكة، وهو ما يراه مراقبون بأنه يتيح دعاية مجانية مهمة للمغرب كوجهة سياحية متميزة في أعين ملايين الصينيين. ويعلق ناصر بوشيبة، الباحث في العلاقات الصينية الإفريقية بمعهد السياسة بجامعة "صن يات سين"، على مبادرة هذه الشركة الصينية بالقول إنه في العادة تقوم شركات الهواتف الذكية بإرسال بعثات من أجل التقاط صور جذابة للمعالم التاريخية والثقافية الغنية بالألوان والتصاميم، لتصبح هذه الصور أداة لتسويق آخر هواتفها والرفع من مبيعاتها. ويورد بوشيبة بأن شركة "سياومي"، منذ إطلاق أول هاتف لها في غشت 2012، حققت نتائج مذهلة في ظرف وجيز، لتصبح الهاتف الذكي الأكثر جاذبية في أعين الشباب الصيني، والثانية في التقييم العالمي للشركات الناشئة في تكنولوجيا الأنترنيت بعد يوبر (Uber). وحسب الباحث المغربي الذي قضى أكثر من عقدين من الزمن في بلاد التنين الصيني، فإن القيمة المالية المحتملة لهذه الشركة الصينية تقدر بحوالي 51 مليار دولار، مشيرا إلى أنه في سنة 2015 حققت "سياومي" مبيعات تجاوزت سبعين مليون هاتف نقال ومداخيل قدرت بأكثر من عشرة ملايير دولار. وعزا بوشيبة هذا النجاح إلى عاملين رئيسيين، الأول أن الأعضاء المؤسسين لشركة "سياومي" يملكون تجربة غنية في شركات عالمية للهواتف الذكية والإنترنيت من عيار غوغل وموتورولا، والعامل الثاني القيمة المُضافة العالية التي تقدمها "سياومي" للمستخدمين من الشباب. ويشرح بوشيبة "تعتمد سياومي على الأنترنيت كوسيلة أساسية للبيع، وهي الطريقة المفضلة للتسوق عند الشباب. كما تشركهم في تصميم التطبيقات المبتكرة، والتي تعنى بحياتهم اليومية من دراسة وموسيقى وتسوق. وكما أن الشركة ما فتئت تولي عناية كبيرة بتطوير الكاميرا، للحصول على جودة صور تحاكي الكاميرات الرقمية". وكشف بوشيبة إلى أن ليي جين (Lei Jun) ، مؤسس الشركة الشهير، قام، قبل أيام قليلة فقط، بتقديم الهاتف الجديد note2 أمام وسائل الإعلام الصينية والعالمية بمدينة بكين. وفي سبيل الترويج للكاميرا المتميزة في هذا الهاتف، اختارت مناطق سياحية بالمغرب لالتقاط الصور التجريبية، يقول المتحدث ذاته. وأرسلت الشركة المذكورة بعثة سياحية من أجل تصوير أزقة المدن القديمة في شفشاون ومسجد الحسن الثاني بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء وصحون الفخار الملونة ذات الطابع المغربي الأصيل وكذلك البنايات الحمراء التي أصبحت سمة معروفة لمدينة مراكش. وذهب بوشيبة إلى أن ما أقدمت عليه الشركة الصينية هو بمثابة تسويق "مجاني" للسياحة المغربية، حيث ستكون هذه الصور متاحة لعشرات الملايين من المواطنين في الصين"، مشيرا إلى أن "مبادرة إلغاء التأشيرة أثناء الزيارة الملكية الأخيرة لبكين ستكون حافزا لهم على اختيار المغرب كوجهة سياحية". وخلص بوشيبة إلى أن السياح الصينيين سيضمنون المساهمة في إنعاش السياحة المغربية"، مبديا أمله في أن "يستفيد الفاعلون السياحيون المغاربة من هذه التجربة، من أجل إدماج الهواتف الذكية في حملاتهم الدعائية المستقبلية، بهدف تسويق أكثر ابتكارا للمنتوج السياحي المغربي".