حققت شركة شياومي "أبل الصين" للهواتف الذكية أرباحا تقدر ب 74.3 مليار يوان، أي 12.1 مليار دولار تقريبا، خلال العام المنصرم، أي بزيادة سنوية قدرها 135%.. ونجحت الشركة الصينية في احتلال المرتبة الأولى داخل السوق الصينية التنافسية للهواتف الذكية، وأصبحت ثالث أكبر مصنع للهواتف عالميا بعد "سامسونغ" و"آبل".. ويقود هذه الإمبراطورية الملياردير الصيني "لي جون"، الملقب باسم ستيف جوبز الصين.. فمن هو؟ من أين جمع ثروته؟ وكيف وصل بشركته إلى العالمية؟ نشأته وحياته العملية ولد "لي جون" (Lei Jun) في 16 دجنبرعام 1969 في مدينة شيانتاو بمقاطعة هوبي وسط الصين، ولد "لي" في أسرة عادية ونشأ نشأة عادية، كان تلميذا مجتهدا وكان يحب علوم الرياضيات.. في عام 1987 أنهى دراسته بمدرسه لي ميانيانغ المتوسطة، بعد ذلك قرر دخول جامعة ووهان (Wuhan University) بمنحة دراسية ليحصل منها على إجازة العلوم في الهندسة. خلال أيام دراسته بالجامعة بدأ لي في قراءة كتب من قبيل "صناعة حاسوب شخصي"، تاريخ صناعة التكنولوجيا الأمريكية، وقصص بدايات نجاح بيل غيتس وستيف جوبز التي أثرت فيه كثيرا، وبدأت تلهمه كثيرا. بعد أن حصل "لي" على الإجازة في علوم الهندسة، عمل في العديد من الشركات، ومنه إلتحق بشركة البرمجيات كينج سوفت (king soft) والتي تعتبر منافس ميكروسوفت داخل الصين والتي تولى إدارتها بنفسه حيث تولى منصب الرئيس والرئيس التنفيذي.. واستطاع جون أن يحقق من وراء الشركة أرباحاً كبيرة، لكنه قرر في 20 دجنبر 2007 أن يستقيل من الشركة ويترك جميع المناصب التي كان يتولاها. بداية تحقيق الحلم والنجاح في 16 دجنبر2008، تولى "جون" منصب رئيس شركة "UCWEB"، لكن كان حلم "جون" أن يؤسس شركته الخاصة للهواتف الذكية. ولذا في عام 2010 اجتمع مع "لين بن" الذي كان يعمل لدى مايكروسوفت وغوغل، بالإضافة إلى 5 آخرين من الباحثين المختصصين في الإنترنت، لإنشاء شركة متخصصة في مجال الهواتف الذكية، أطلق عليها إسم شركة شياومي (XiaoMi) . استطاعت شركة شياومي، بفضل خبرة جون العالية، تجاوز جميع الشركات الكبيرة والقائمة في صناعة الهواتف، وكان من أهم أسباب نجاحها انخفاض أسعار هواتفها، إضافة إلى أنها كانت في مرحلتها الأولى تبيع معظم هواتفها من خلال مزادات التجارة الإلكترونية، ونحو %30 من خلال شبكات شركات إتصالات الجوال، وهي إستراتيجية توفر من 25 إلى %30 من تكاليف التوزيع. ويقول جون عن ذلك: "عملية بيع هواتف الشركة على شبكة الإنترنت جعل منها ثالث أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في الصين". ويبلغ سعر أحد هواتفها MI4 إلى 13 دولاراً و23 دولاراً للكاميرا، وهي أسعار منخفضة بما يكفي لوضع هذه التكنولوجيا في متناول الملايين من أفراد الطبقة المتوسطة الصينية الناشئة حديثاً. الصراع مع أبل كان هدف "جون" من طرح هواتفهم بأسعار منخفضة جداً، هو أن يصلوا إلى القمة، ويأخذوا الموقع المتميز الذي تحتله العلامة التجارية لشركة أبل، فبيع هواتفها بهامش ضئيل من الربح هو جزء من إستراتيجية لزيادة حصتها في السوق. ودفع ذلك المسؤولين في أبل إلى القلق من شياومي، فعندما سئل جوناثان آيف، كبير المصممين لدى أبل عن شياومي، أجاب دون أن يذكر الشركة صراحة بالاسم باتهامها باستنساخ وتقليد منتجات أبل قائلا: "أعتقد أن هذا نوع من السرقة". وترفض "شياومي" بصورة صريحة تهمة تقليد أية جهة، وتقول إن منتجاتها هي نفسها يجري تقليدها الآن. ويقول وانج يانهوي، الأمين العام لتحالف الهواتف الجوالة في الصين: "جميع الهواتف الذكية تقلد "أبل" لا تستطيع أن تتحدث عن شركة واحدة فقط". ويقول لين: "لم نحاول قط تقليد أية جهة. جميع أعمال الأبحاث والتطوير تتم داخل الشركة من قبل مهندسينا ومصممي منتجاتنا. نحن نبذل جهودا كثيرة من أجل تأسيس براءاتنا الخاصة بنا". وتصنع شياومي هواتف أندرويد جيدة توازي في مواصفاتها هواتف "سامسونغ" و"إتش تي سي" التايوانية، وموتورولا الأميركية، ومع ذلك تُطرح للبيع بنحو نصف السعر. بين جون وجوبز يطلق على الشركة الصينية اسم "أبل الصين"، ليس لأنها تملك قاعدة كبيرة من المعجبين المتحمسين لمنتجاتها فقط، بل لأن مؤسسها لي جون يحاول كثيرا في سلوكه تقليد مؤسس أبل الراحل ستيف جوبز أيضا. وفي مناسبات الإعلان عن منتج جديد، يرتدي جون قميصا أسود، وجينزا أزرق وحذاء رياضيا، في الوقت الذي يستخدم فيه جملة جوبز المعروفة "هناك شيء آخر " تماما مثلما كان يفعل جوبز، وزبائن الشركة معجبون به جدا. رؤية بعيدة المدى تقدر مجلة فوربس الأميركية أن جون حاليا ثامن أغنى شخص في الصين بثروة تبلغ 9.9 مليارات دولار، ويرجع مصدر هذه الثروة إلى مصدرين الأول: هو شركة كينج سوفت للبرمجيات التي كان قد أسسها.. والثاني: هو شركة شياومي التي حقق منها أرباحاً هائلة في ظرف وجيز، حيث تمكنت شياومي من الإستفادة من الهوس الصيني بالهواتف الذكية من خلال تقديم هواتف عالية المواصفات بسعر منخفض. وارتفعت مبيعات الشركة من 7 ملايين جهاز في عام 2012 إلى 18 مليون جهاز في العام الماضي، وهو إنجاز تحقق بالكامل تقريباً على أساس قوة بيع الهواتف الذكية في السوق الصينية.. ويكمن سر نجاح جون إلى ذكائه وعشقه للعمل خاصة الهواتف الذكية فعندما أسس شياومي للهواتف كان يعرف أن المستقبل سيكون للهواتف الذكية. ويقول جون عن ذلك: "عندما فكرت في إنشاء شياومي كنت أعرف أن المستقبل سيكون للهواتف الذكية"، وهو ما يحدث اليوم فالهاتف أصبح اليوم مثل الكمبيوتر الشخصي الذي كان قبل 10 أعوام، ويمكن للناس أن يفعلوا به أشياء كثيرة. [email protected]*