يواجه تيم كوك، المدير التنفيذي لشركة أبل، العديد من الاسئلة التي يتمحور جوهرها حولقدرة أبل على تحقيق المعجزة مرة أخرى، وهل تستطيع الشركة، التي قلبت صناعة الهواتف الذكية رأسا على عقب عندما طرحت هاتف "أي فون" لأول مرة عام 2007، وعندما كشفت عن ابتكار "أي باد" عام 2010 الذي بات جزء رئيسا من حياة الملايين اليوم، تحقيق قفزة جديدة في عالم الابتكار التكنولوجي؟ في الوقت الذي بقيت أنظار الاف المبرمجين والمبتكرين لتطبيقات أبل فيه متحلقة حول كوك وفريق عمله، يستعد العملاق التكنولوجي لإطلاق مبادرة "المنزل الذكي" الذي سيتمكن فيه هاتف "أي فون" وجهاز "أي باد" من التحكم في انظمة الانارة والتدفئة وأجهزة المبرد، وكذلك طرح "كتاب الصحة" الذي يضم تطبيقات تساعد مستخدم أي فون على جمع معلومات عن حالته الصحية بشكل عام.
لكن مراقبين يعتبرون ان كل ما اعلنت عنه "أبل" غير كاف ليتناسب مع المكانة التي حققتها الشركة كأكبر كيان تكنولوجي في العالم. فأرباح "أبل" تخطت أرباح غوغل ومايكروسوفت مجتمعتين، واستحوذت مبيعات "أي فون" على 10 بالمئة من اجمالي مبيعات الهواتف المحمولة في العالم، لتأتي في المركز الثالث بعد عملاق الهواتف "نوكيا"، وسامسونغ، المنافس الاشرس ل "أبل".
دائرة الأسئلة التي يطرحها المراقبون على فريق ابل اتسعت لتشمل خدمات الدفع مقدما عبر الهاتف المحمول، في مقارنة واضحة مع "محفظة غوغل" التي تسمح لمستخدميها بدفع اسعار السلع مقدما، وكذلك "الساعة الذكية" على غرار تلك التي طرحت شركة سامسونغ نسختين منها منذ سبتمبر/ايلول.
ووجه باسكال امانويل غوربي المحلل التكنولوجي، في تصريحات لصحيفة "الغارديان" البريطانية، انتقادات لاذعة لإدارة الشركة. وقال ان كل ما تفعله الشركة الان مكررا، "فهي تعكف فقط على تقديم سماعات الأذن ومقاطع موسيقية، هذا ليس منطقيا".
وأضاف غوربي "انه شىء غير مقبول، ولكن الأهم هو انه يكشف النقاب عن حقيقة ان أبل التي عرفناها عن قرب قد انتهت للأبد".
ويبدو ان ادعاءات تمرغ أبل في نجاحها يؤرق فريق العمل التنفيذي بشدة، في الوقت الذي طرحت فيه شركة غوغل سيارة ذاتية القيادة، واعلنت شركة مايكروسوفت عن مترجم فوري للمحادثات عبر سكايب.
ورغم الانتقادات التي يتلقها المسؤولون التنفيذيون في الشركة، إلا انهم مازالوا مصرين على انه لديهم الكثير الذي لم يعلن عنه بعد. ووعد تيم كوك بالكشف عن "كثير من التشويق خلال عام 2014". وقال ايدي كو، المسؤول عن أقسام "ايتيونز" والخرائط و"أي كلاودز" في ابل، أنهم سيطلقون "لاحقا هذا العام انبوب منتجات لم ارى مثيل لها طوال 25 عاما عملت خلالها في ابل".
ويقول جاك داوسون، من مؤسسة جاك دو البحثية، انه "يمكن وصف مبيعات أي فون بالتاريخية لسبب بسيط وهو ان سعر الهاتف يصل إلى 600 دولار أميركي فقط، ومن المتوقع ان يتم بيع 1.2 مليار هاتف هذا العام".
وأضاف "لا اعتقد ان هناك اي منتج سيحقق النجاح الذي حققه أي فون في المستقبل. ومع ذلك فإن وتيرة هذا النجاح أخذت في التباطؤ مؤخرا، وان كانت ابل مازالت حريصة على تحقيق نفس النجاح الذي حققته في السابق، وفسيكون عليها ان تدفع بأعداد أكبر من تلك التي تطرحها حاليا".
مراقبون يرون ان الخطر الأكبر الذي تواجهه شركة أبل يتلخص في ملاقاة نفس مصير نوكيا، التي يقولون انها غرقت في وهم "الشركة الأولى في العالم" في صناعة الهواتف المحمولة ولم تتمكن من الاستيقاظ منه أبدا.
لكن السؤال المحوري يبقى ما هو شكل تلك المنتجات الجديدة التي تعمدت الشركة تسريب أخبار عنها؟ وهل تتمكن من تقديم مزيد من الابتكارات في ظل غياب روح "البحث عن الكمال" التي كان ستيف جوبز يعيش بداخلها طوال الوقت؟ والسؤال الأهم: ماذا تعني كلمة "ابتكار"؟ هل كان هاتف أي فون ابتكارا أم الاي باد؟