خلا اللقاء التشاوري حول تشكيل الحكومة الجديدة الذي عقده الأمين العام لحزب العدالة والتنمية مع عزيز أخنوش، الربان الجديد لسفينة الأحرار، من أي مؤشرات تدل على استمرار الخلاف بين الطرفين والذي وصل أوجه بعد ما سحب أخنوش بساط الإشراف على صندوق العالم القروي من تحت أقدام بنكيران. ويبدو أن "زعيم الإخوان" تجاوز واقعة تجريده من التوقيع على صندوق تنمية العالم القروي لفائدة وزيره في الحكومة، لا سيما بعد التصريحات التي خرج بها في أعقاب الاجتماع التشاوري، إذ اختار لغة الغزل تجاه الرئيس الجديد للحمامة، مسجلا في تصريح مقتضب للصحافيين أنه "متأكد أن جديته ستجعل الأمور تذهب في الاتجاه الأفضل"؛ وذلك في تعليقه على إمكانية مشاركة الأحرار في الحكومة المقبلة. أخنوش، الذي سبق أن عبر عن امتعاضه مما سرب عن "مقربين من رئيس الحكومة" من اتهامات ب"تواطئه" مع وزير المالية ومسؤولين آخرين في تهريب أموال صندوق التنمية القروية من بنكيران"، أكد بدوره قبل لقاء أمين العدالة والتنمية على العلاقات الطيبة التي تجمعه بالرجل. التحول في المواقف والتصريحات بين الزعيمين السياسيين وتجاوز رئيس الحكومة الجديدة المعين لخلافات الماضي مع أخنوش يربطه محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة المحمدية، بالسياق الحالي الذي حمل أخنوش إلى رئاسة حزب "أثبت التاريخ السياسي المغربي قدرته على إحداث توازن داخل الأغلبية وأهمية وجوده داخل كل تركيبة حكومية"، وفق المتحدث ذاته. وتعليقا على لغة الغزل التي وظفها بنكيران في الحديث عن رئيس حزب الحمامة، قال زين الدين، في تصريح لهسبريس، إن "بنكيران قد التقط إشارة قوية جدا مصدرها الرسالة التي بعث بها الملك محمد السادس إلى أخنوش بمناسبة انتخابه في منصبه الجديد خلفا لصلاح الدين مزوار المستقيل"؛ وهي الرسالة التي وصفها زين الدين ب"غير العادية والقوية"، لما تحمله من عبارات ملكية تنوه بخصال وزير الفلاحة والصيد البحري المنتهية ولايته. وأضاف المحلل السياسي أن هذه المغازلة الصادرة عن رئيس الحكومة المعين تعد بمثابة تكتيك للمرحلة الحالية التي تسبق تشكيل الحكومة، من أجل تليين المواقف وتوسيع أفق المشاورات، موضحا ذلك بالقول: "تشكيل الحكومة مسؤولية صعبة لبنكيران، وهو يحاول أن يفتح جميع الأبواب مع كافة الأحزاب السياسية وعدم الإقفال على نفسه وحزبه في مساحة تقلل من خيارات المناورة". الإستراتيجية التي تحدث عنها زين الدين في قراءته للموضوع أشار إلى تطبيقها من طرف بنكيران في اللقاءات التشاورية السابقة التي عقدها مع قيادات الأحزاب السياسية، مستحضرا التصريحات الودية التي عبر عنها تجاه كل من إدريس لشكر وحميد شباط الأمين؛ بالرغم من الاتهامات التي تبادلتها، في وقت سابق، الأطراف الثلاثة.