تمكن ديديي لومبلان، الرئيس المدير العام لمجموعة "سنطرال دانون بالمغرب"، من إضفاء الطابع الإنساني على علاقته مع معظم مربي الأبقار الحلوب الذين يشتغلون مع المجموعة التي يديرها، المتخصصة في الصناعات الغذائية من الحليب ومشتقاته. ويحرص لومبلان على القيام بزيارات ميدانية منذ تعيينه على رأس "سنطرال دانون"، المتمركزة في الدارالبيضاء، إلى جميع نقاط تجميع الحليب التابعة ل"سنطرال"، والاجتماع مع مربي الأبقار الحلوب وتناول وجبته المفضلة معهم (الكسكس)، وعن هذا يقول: "نحن نحرص على مواكبة مربي الأبقار الحلوب عبر برنامج "حليب بلادي"، الذي يتضمن مجموعة من الامتيازات لفائدة الفلاح المغربي الراغب في تأمين دخل قار ومستدام له ولأفراد أسرته". علاقات إنسانية يؤمن المدير العام المذكور بأهمية العلاقات الإنسانية قبل التجارية، وحث المربين على تبني الممارسات الجيدة من أجل رفع إنتاجية أبقارهم من الحليب، وضمان أعلى درجات الجودة من خلال الحرص على نظافة المحيط الذي تعيش فيه الأبقار والتعامل معها بشكل إنساني وتفادي ممارسة الضغوط عليها، لمساعدتها على بلوغ النتائج المرجوة. ويراهن ديديي لومبلان، الذي التقى بمربي الأبقار الحلوب بمديونة ضواحي الدارالبيضاء للوقوف على التجربة التي تقودها "سنطرال" في المنطقة، على عادل بنكيران، المدير المشرف على المشتريات بمجموعة "سنطرال دانون المغرب"، من أجل توسيع دائرة المستفيدين من برنامج "حليب بلادي"، ويطمح إلى تجاوز هدف 10 آلاف مرب مستفيد. بدوره تمكن عادل بنكيران من تحويل العلاقة المهنية التي تجمعه بمحمد القدميري، رئيس تعاونية "الفجر" لإنتاج الحليب بمديونة، في الضواحي الجنوبية للدار البيضاء، إلى علاقة صداقة حقيقية بفعل اللقاءات المنتظمة التي تعقد من أجل متابعة إنتاج الحليب والوقوف على احتياجات مربي الأبقار الحلوب بالمنطقة. دخل قار تمكن سكان منطقة مديونة، المنتمون إلى تعاونية "الفجر" من ضمان دخل يومي قار لا يقل عن 150 درهما في أدنى الحالات، بعد انخراطهم في برنامج "حليب بلادي" الذي تقوده "سنطرال دانون". وأكد محمد القدميري أنه بفضل هذه المداخيل تمكنت التعاونية من تحسين الوضع الاجتماعي لعشرات الأسر المقيمة في المنطقة، التي انخرطت في برنامج اقتناء الأبقار الحلوب المستوردة من أوربا. ويؤكد القدميري، الذي يحظى باحترام كبير داخل أوساط السكان، أن هذا البرنامج مكن أسرا عديدة من الخروج من حالة الهشاشة إلى وضعية اجتماعية محترمة؛ "فمعظمها يتوفر على ثلاث أبقار على أقل تقدير، وهذا يعني أن دخلها الشهري يقارب 4500 درهم؛ وهو مبلغ كاف لسد كافة الاحتياجات الأساسية لأفرادها"، حسب تعبيره. ويفتخر محمد القدميري بكون التعاونية التي يرأسها تمكنت من افتتاح أول روض للأطفال في المنطقة، يساعد الأطفال على الاستعداد للمدرسة في أحسن الظروف وبالقرب من آبائهم وأمهاتهم. شروط تفضيلية لاقتناء الأبقار عادل بنكيران، الذي يؤكد رئيسه التنفيذي أنه يعتبر من الدعامات الأساسية التي ساهمت في السير بعيدا بهذا البرنامج في المناطق القروية بالغرب ومنطقة الشاوية ودكالة، يرى أن "حليب بلادي" ساعد بشكل جلي في رفع مستوى العيش داخل العديد من الأسر المغربية، بفضل التسهيلات التي يتيحها مشروع المغرب الأخضر و"سنطرال دانون" من أجل مساعدة الفلاحين المغاربة على اقتناء الأبقار الحلوب، التي قد يصل إنتاجها إلى 32 لترا من الحليب يوميا، بشروط تفضيلية وبأقل كلفة مبدئية. وقال بنكيران: "الفلاحون يقتنون الأبقار بأقل من 1000 درهم في البداية، في حين تتكفل كل من الدولة والمجموعة بتغطية مبلغ 9000 درهم، ويتم تقسيم المبلغ المتبقي الذي يزيد عن 20 ألف درهم على سنتين عبر قرض تتكفل "سنطرال ليتيير" بسداد فوائده". واعتبر عادل بنكيران أن برنامج "حليب بلادي" سيمكن من رفع الإنتاج الوطني من الحليب من 2.4 مليار لتر إلى 4 ملايير لتر؛ ويهم 10 آلاف من المربين، كما يهدف إلى تحسين دخلهم وتحسين جودة ومردودية الأبقار عبر تكوين المنخرطين بمراكز التجميع حول المشاكل المرتبطة بالجودة والصحة وإدارة الثروة الحيوانية وتطوير نشاط مبني على احترام البيئة. سنطرال: شريك مفضل وقال ديديي لومبلان، الرئيس المدير العام لمجموعة "سنطرال دانون بالمغرب": "منذ إنشاء "سنطرال دانون" بالمغرب سنة 1940 أضحت الشريك المفضل لأزيد من 120 ألف مرب مغربي للأبقار الحلوب، إذ حرصت على وضع المربين في قلب اهتماماتها باعتبارها شركة رائدة في قطاع الحليب. ويترجم التزام الشركة من خلال برنامج "حليب بلادي"، الذي يهدف إلى تطوير نموذج مستدام ومربح لإنتاج الحليب في أفق سنة 2020، يوازي متطلبات المنتجين". وأضاف لومبلان: "تمكن برنامج حليب بلادي، الذي تدعمه "سنطرال دانون" وصندوق "دانون" للمنظومة الصناعية، بالتعاون مع وزارة الفلاحة والصيد البحري، في إطار مخطط المغرب الأخضر، من رؤية النور بفضل دعم الوزارة التي ساهمت في توفير ظروف مثالية لإنجاز هذه المبادرة، التي تقترح نموذجا جديدا لتجميع الحليب؛ وهو ما من شأنه تحقيق نجاح على المستوى الوطني، وفق توصيات مخطط المغرب الأخضر"، مشيرا إلى أنه منذ إطلاق البرنامج استفاد منه أكثر من 1600 من صغار المربين. برنامج "حليب بلادي" يهدف برنامج "حليب بلادي" إلى دعم ومواكبة منتجي الحليب من الفلاحين الصغار بالمغرب من أجل إضفاء الطابع الاحترافي على إنتاجهم، من خلال تنفيذ سلسلة من الممارسات الجيدة، تقوم على تنظيم دورات تدريبية في مجال تقنيات إنتاج الحليب، وتقديم الدعم والتوجيه في تربية الأبقار والشروط الصحة التي ينبغي التقيد بها، والتكوين في مجال التدبير والاستغلال الأمثل للموارد (الماء، الطاقة، الكهرباء، التجهيز بألواح الطاقة الشمسية)، وتشجيع محاصيل الأعلاف البديلة التي تستهلك كميات أقل من المياه، مثل الذرة البيضاء (sorgho)، واستخدام الأسمدة العضوية والمنشطات الحيوية في الزراعة. وقال مسؤولو "سنطرال دانون" إن "البرنامج الذي ينشطه خبراء تخصصهم الشركة لهذا الغرض، ينزلون إلى الميدان إلى جانب صغار مربي الماشية، ينخرط في إطار منظور شمولي لتطوير العالم القروي، مع اقتراح خدمات للقرب في مختلف الدواوير، اعتمادا على الاحتياجات المحلية من حيث المرافق والتجهيزات السوسيوتربوية". ويضيف ديديي لومبلان: "مؤتمر "كوب 22" فرصة استثنائية لتسليط الضوء على برنامج "حليب بلادي"، الذي تدعمه الكفاءات المغربية المشتغلة لدى "سنطرال دانون"، والذي ينخرط أيضا في إطار نهج مجموعة "دانون" لصالح حماية البيئة والمناخ"، وزاد أن "حليب بلادي نموذج للتنمية المندمجة من المنتج إلى المستهلك، ويسمح بظهور ممارسات للتغذية الصحية من خلال تزويد السوق بحليب من إنتاج مغربي، ينتج على نحو مستدام لخدمة المستهلك".