بعد النجاح الذي شهده برنامج "حليب بلادي"، الذي انطلق منذ سنة 2014، باشرت شركة "سنطرال دانون"، بمعية وزارة الفلاحة، ووكالة التنمية الفلاحية، مسلسل إطلاق النسخة الثانية من البرنامج تحت مسمى "فلاح بلادي"، بغرض خلق نموذج فلاحي تنافسي ومتضامن، يُضَاعِفُ دخل الفلاحين ويُكَوِنَ جميع أعضاء مزارعهم، بالإضافة إلى العمل على تحقيق إنتاجية لكل بقرة بزائد 4000 لتر، ووضع أدوات تسمح بالوصول إلى المعلومة في أي وقت بالنسبة للفلاحين. البرنامج الذي دَشَنَ انطلاقته وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، رفقة مسؤولي شركة "سنطرال"، مساء اليوم الأربعاء، بالملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، استعرض العديد من المميزات التي ستضاف إلى البرنامج الجديد، من بينها إنشاء تطبيق لخدمة الإشراف التقني للمزارعين، ووَضْع عقود تأمين تضع ظروفا تفضيلية لأسرة المشتغل؛ فضلا عن تكوين النساء وصغار السن لتسهيل ولوجهم إلى المهن الفلاحية. ورُصِدَتْ ميزانية 880 مليون درهم للبرنامج، الذي تقترح شركتا "سنطرال دانون" و"ليفليهودس" مباشرته سنة 2019، وسيستفيد منه أول 5000 مزارع، بما يُقَارِبُ 240 مليون درهم، مع مساهمةٍ مباشرة تبلغ 50 مليون درهم من "سنطرال" و"ليفليهودس"؛ ثم تأتي بعد ذلك خطوة التفكير في العمل على المدى البعيد، الذي يُتَوَقَعُ منه أن يُحْدِثَ آثارا إيجابية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. وستكون دكالة أول المناطق المستفيدة من هذا المشروع، حيث يُرْتَقَبُ أن يرتفع إنتاج الحليب بنسبة 70 في المائة، كما سيتضاعف ربح المُرَبِينَ مرتين إلى ثلاث مرات، وسيتم تكوين حوالي 4000 امرأة وتوفير 800 منصب شغل. وفي الصدد ذاته وضع برنامج "فلاح بلادي" ضمن أهدافه إرساء نظام للتجميع يسمح للمزارعين بتقدير الإنتاج بشكل أفضل، من خلال تحسين جودته وتعزيز فرص الوصول إلى سوق موثوق بها، وعبر تزكية التنظيم المبني على التجمع الإداري للفلاحين، الذين تؤطرهم التعاونيات والجمعيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي، والتي تهدف إلى إنجاز مشروع فلاحي. عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، أوضح في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن لقاء اليوم، الذي تَمَ مع "كسابة" دكالة وشركة "سنطرال دانون"، جد مهم، ودُشِنَ خلاله برنامج تجميع يخص 20 ألف فلاح، بهدف تحسين وضعيتهم، وتوفير مجموعة من الضمانات الاجتماعية بالنسبة لهم مستقبلا. وأشاد أخنوش بإنتاجية الحليب التي تغطي جميع حاجيات البلاد؛ وهو ما لم يكن في وقت مضى، مشيرا إلى أن "المغاربة عليهم الافتخار لأن الوطن ماض في تطوره على مستوى إنتاج الحليب، الذي يُقْبِلُ عليه المستهلكون بشكل كبير". من جهته قال عادل بنكيران، مدير مشتريات إنتاج حليب "سنطرال دانون"، إن هذا اللقاء بمثابة عرس يواكب عشر سنوات على انطلاق مخطط المغرب الأخضر، الذي أعطى دفعة قوية لإنتاج الحليب، مسجلا أن شركة "سنطرال دانون" تفتخر باشتغالها مع الفلاحين المغاربة لأزيد من 70 سنة، وذلك بفضل دعم وزارة الفلاحة ومواكبتها لأنشطة الشركة. وأضاف بنكيران، في تصريح لهسبريس، أن شركة "سنطرال" واعية بضرورة تحسين وضيعة الفلاحين المغاربة، وفي هذا الإطار جاء برنامج "فلاح بلادي"، الذي يستهدف 20 ألف فلاح في جهة دكالة، كمرحلة أولى، من أجل تعزيز مدخولهم، وتشجيع أبنائهم على ولوج القطاع الفلاحي؛ وذلك عبر تشغيلهم في شركات الخدمات، وتخفيض تكلفة الإنتاج بالنسبة لهم.