أظهرت إحصائيات إسرائيلية أن المغرب شهد، قبل عقود، أكبر نسبة من اليهود الذين هاجروا إلى الكيان الإسرائيلي مقارنة مع بقية دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن اليهود المغاربة وإن اختار جزء كبير منهم الهجرة إلى إسرائيل، فإن جزء آخر فضل التوجه إلى فرنسا وإسبانيا. المعطيات الإسرائيلية ظهرت على خلفية جدل بين أوساط إسرائيلية متطرفة وبين الجريدة الأمريكية "نيويورك تايمز" التي نشرت مقالا تقول فيه إن اليهود في الدول العربية هاجروا بمحض إرادتهم إلى إسرائيل ولم يتعرضوا لأي تهجير قسري من طرف هذه الدول، وهو ما لم يرق لمتطرفي إسرائيل. ومنذ الإعلان عن قيام الكيان العبري سنة 1948، وعلى امتداد عقدين من الزمن، هاجر من المغرب أزيد من 256 ألف يهودي مغربي. وشملت الموجة الأولى لهجرة اليهود المغاربة 25 ألفا، على امتداد الفترة ما بين 1948 و1956 تاريخ استقلال المغرب عن الاستعمار الفرنسي. ومنذ ذلك التاريخ، بدأت أيضا موجات جديدة من الهجرات اليهودية من المغرب إلى إسرائيل، وبلغ عددهم، انطلاقا من سنة 1956، 99 ألفا، واستمرت هذه الموجة إلى غاية العام 1963. أما المرحلة الأخيرة وهي الكبيرة التي طبعت تاريخ هجرة اليهود إلى إسرائيل، فكانت بعد حرب الأيام الستة بين مصر وإسرائيل سنة 1967؛ حيث غادر 40 ألف يهودي المغرب للالتحاق بالكيان العبري. ويبقى المغرب صاحب أكبر عدد من اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل مقارنة مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ب256 ألفا، متبوعا بالجزائر التي غادرها حوالي 140 ألف يهودي، ثم تونس ب 105 آلاف، بعدها ليبيا بحوالي 38 ألف يهودي. ما يعني أن المنطقة المغاربية هاجر منها أزيد من نصف مليون يهودي. أما دول الشرق الأوسط، فكان العراق صاحب أكبر نسبة من اليهود الذين غادروا إلى إسرائيل ب 135 ألفا، ثم مصر بأزيد من 75 ألفا، واليمن بحوالي 55 ألفا. وبصفة عامة، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت هجرة حوالي مليون يهودي نحو الكيان الإسرائيلي؛ وذلك على امتداد ثلاثة عقود من 1948 إلى 1975.