سلطت صحيفة "ذي آراب ويكلي" الضوء على مغاربة إسرائيل، ثاني أكبر تجمع عرقي داخل الدولة العبرية، وعن مدى الدور الذي يمكن أن يقوموا به للدفع بالسياسي الإسرائيلي من أصول مغربية آفي غاباي، الزعيم الجديد لحزب العمل الإسرائيلي، لمنافسة رئيس الوزراء الحالي بنيامين ناتانياهو في الانتخابات التشريعية المقبلة، المزمع إجراؤها سنة 2019. وأبرزت الصحيفة المهتمة بشؤون الشرق الأوسط أن غاباي، الابن السابع من بين ثمانية أطفال رأوا النور في المغرب من أبوين يهوديين مغربيين، قبل أن يقررا الهجرة إلى إسرائيل، سيبحث بدون شك عن دعم مغاربة إسرائيل في الانتخابات المقبلة، خاصة أن الحزب الذي يترأسه منذ يوليوز الماضي "هيمن منذ فترة طويلة على السياسة الإسرائيلية، لكنه لم يكن يتمتع بالسلطة منذ عام 2001 لكون المحللين يرون أنه تحول من جذوره الاشتراكية ليصبح حزبا من النخب التي تبدو أقل التزاما بقضية المساواة الاجتماعية". وذكر المصدر الإعلامي ذاته أن عدد اليهود المغاربة قارب 260 ألفا في أربعينيات القرن الماضي، 90 ألفا منهم سيتركون المملكة بعد إنشاء الكيان الإسرائيلي سنة 1948 للبحث عن حياة جديدة هناك، إلا أن أعدادهم انخفضت مع مر السنين إلى أقل من 3 آلاف مغربي مقيم بإسرائيل، "لكنها تبقى الأكبر بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط". ونقلت الصحيفة رأي أحد اليهود الإسرائيليين من أصول شرق أوسطية، قال فيه إنه لن يصوت لحزب العمل في هذا الوقت. وأضاف الفنان البالغ من العمر 37 عاما، والذي يعيش في تل أبيب، أنه "لا يثق في حزب العمل على الإطلاق حتى لو كان يقوده يهودي مزراحي". "لا أحد يريد أن يحكمه أناس (قادة حزب العمل) ينشرون الكراهية. الجميع يدعم نتنياهو بسبب كراهية اليسار له"، يقول هذا الشاب، الذي ينتمي إلى طائفة يهودية دعمت بقوة نتنياهو في انتخابات 2015، بسبب "تشكيها من منذ فترة طويلة من التمييز في دولة يهودية تسيطر عليها النخبة البيضاء من أصل أشكنازي في جميع القطاعات الرئيسية"، بحيث "عاش الكثير من اليهود المزراحيون بمدن الصفيح في ظروف سيئة بعد إنشاء إسرائيل". ونقلت الصحيفة في المقابل رأي أستاذ للاتصال في إحدى الجامعات التركية، نفى فيه "وجود أي تمييز ضد اليهود من أي أصل داخل إسرائيل"، قبل أن يهاجم القادة الإسرائيليين من أصول مغربية، واصفا إياهم ب"المحافظين والمنغلقين جدا"، وب"الراغبين في إرجاع إسرائيل إلى العصور الوسطى". وينوي غاباي، الذي كان يشغل منصب رئيس إحدى أكبر شركات الاتصالات في إسرائيل، إلى جانب عمله كذلك في وحدة استخبارات عسكرية، خلافة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، وذلك عبر جلب أعضاء جدد للحزب الذي يقوده، على غرار الأعضاء الجدد الذين مكنوه من حسم سباق زعامة الحزب لصالحه. وأعلن غاباي، في سياق منافسته لنتانياهو، اتجاهه لمضاعفة العضوية في الحزب، مبرزا أن هذا الأخير بحاجة على الأقل إلى 100 ألف عضو بحلول الانتخابات المقبلة، أي حوالي ضعف عدد الأعضاء الحالي، قبل أن يعلن بشكل رسمي انطلاق الحملة لخلافة المسؤول الإسرائيلي البارز، وتعهد بالحلول في مكان حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتانياهو، عبر الحصول على 30 مقعدا الكافية لذلك. وسبق لغاباي أن قدم استقالته من حكومة نتنياهو السنة الماضية، عبر خطاب شديد اللهجة، اتهم فيه الائتلاف الحاكم بقيادة الكيان الإسرائيلي إلى المجهول.