أثار مشهد "سحق" محسن فكري، بائع السمك بالحسيمة، داخل آلة ضغط متصلة بشاحنة للنفايات استياء عارما وسط مواقع التواصل الاجتماعي التي وصل منسوب التفاعل فيها إلى درجات قصوى بسبب حجم التعليقات حول الموضوع، لا سيما بعد انتشار "هشتاغات" تفيد الإدانة والتنديد. وانتفض العديد من المتابعين في وجه ما وصفوها ب"الحكرة" و"الظلم الاجتماعي" بعد إقدام الشاب الريفي على الإلقاء بنفسه داخل آلية ضغط النفايات، بعد ما قامت السلطات بمصادرة الأسماك التي كان يبيعها؛ وهو ما أسفر عن مشهد "سحقه" بطريقة بشعة. وانتشرت منذ يوم أمس على موقع "فايسبوك" بعض الهاشتاغات للتنديد بما حصل وأخرى من أجل التضامن مع الضحية؛ كما هو الشأن بالنسبة إلى هاشتاغ "كلنا_محسن_فكري"، الذي تناقله العديد من النشطاء، مطالبين برد الاعتبار للضحية وجعل قضيته مدخلا للقضاء على "الحكرة". وعبّر حمزة، أحد المنخرطين في الحملة، في تدوينة له عنونها بالهاشتاغ المذكور عن استيائه من الواقعة، بالقول: "الشعب مطحون وصابر.. ترجلوا معانا.. قضية محسن قضية الشعب المغربي وأهم من قضية سعد لمجرد"، قبل أن يضيف: "لم ينتحر، بل قتلوه، فينكم آ أصحاب "كلنا سعد_المجرد"، ولا هدا غير ولد الشعب". من جهته، قال أحد المعلقين على مقتل فكري، "فيق يا مواطن.. الزبل لكتخرج من دارك باش تنقيها راك وليتي بحالوا في هاد البلاد السعيدة.. لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ فيما اختار أحد المنخرطين في الحملة التعبير عن موقفه بسخرية: "المغرب يدشن حملة لطحن المواطنين درجة ثالثة، بمناسبة "كوب 22" في إطار المحافظة على البيئة.. روسكلاج البشري". وفي الوقت الذي نفت فيه المديرية العامة للأمن الوطني، في بلاغ لها، ما راج داخل مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار حول وقوف رجل شرطة وراء مقتل فكري، واصل نشطاء العالم الأزرق تحميل مسؤولية مشهد "السحق" لرجال السلطة الذي صادروا أسماك ابن الحسيمة، داعين إلى نقل تنديدهم إلى الشارع. وانخرط العديد من النشطاء في تعبئة "مغاربة العالم الأزرق" من أجل الحضور والمشاركة عشية اليوم في المسيرات الاحتجاجية التي دعت إليها جمعيات ونشطاء المجتمع المدني في العديد من مدن المملكة، من أجل التنديد بمقتل بائع الأسماك.