#إسمي_محسن #طحن_مو #كلنا_محسن_فكري تناسلت دعوات متعددة للاحتجاج من مختلف المدن المغربية، على واقع الظلم والقهر، الذي طبع المشهد الاجتماعي مؤخرا، كما دائما، خاصة مع الحادث المأساوي الذي اهتزت على وقعه مدينة الحسيمة ليلة الجمعة-السبت، إثر مقتل الشاب محسن فكري داخل شاحنة الأزبال. فقد خرجت ساكنة الحسيمة اليوم السبت في مسيرة مهيبة جابت شوارع المدينة تنديدا بالطريقة البشعة التي قضى بها بائع السمك، بعدما اعتصموا ليلا في عين الحدث بالقرب من المحكمة الابتدائية، فيما خرج سكان مدينة وجدة وتطوان ومرتيل للاحتجاج على الحادث الذي صدم المغاربة. وقد تزايدت الدعوات للاحتجاج من مختلف المدن المغربية في بحر هذا اليوم، بعد انتشار صور الحادث ومقاطع الفيديو التي حركت مشاعر المغاربة، وهو الحدث الذي أكد للجميع أن السلطة في البلاد ما تزال متغولة طاغية، منفلتة دوما من المحاسبة، ضاربة كافة الحقوق الآدمية البسيطة عرض الحائط. حدث صادم انعكس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية، التي غدت نواة للدعوات للاحتجاج، بعد أن انتشر على نطاق واسع وسوم مثل: #كلنا_محسن_فكري و#شهيد_الحكرة و#الحسيمة_تحترق و#الوطن_يحترق وآخر #الشعب_يريد_إسقاط_طحنو_مو، وغيرها من الهاشتاغات والصفحات التي عكست حالة من الغليان الرافض للتسلط والظلم، تنديدا بما لحق الشاب ومن خلاله كرامة المغاربة من حكرة وإذلال. وفي هذا الجو المشحون بالسخط العارم، خرجت دعوات مجموعة من الهيئات السياسية والتنظيمات الشبابية للتنديد بهذا التصرف الأرعن، الذي راح ضحيته شاب في مقتبل العمر. ففي الدارالبيضاء دعا النشطاء للاحتجاج يوم غد الأحد بساحة الماريشال على الساعة السادسة مساء من أجل شهيد الحكرة محسن فكري وكرامة الإنسان المغربي، فيما تصاعد السخط الرافض لحكرة المخزن في مراكش من خلال الدعوة إلى المشاركة في وقفة تنديدية بساحة الكتبية، أما في طنجة (التي شهدت ملاحم الحراك المغربي في 2011) فضرب الشماليون موعدا بساحة الأمم للتعبير عن امتعاضهم الشديد لما لحق الشاب الحسيمي. فيما تتوالى الدعوات في مدن أخرى للنزول إلى الشارع رفضا للحكرة والقهر الذي طال المغاربة، وضدا على سياسية التضييق التي تطال أرزاق المواطنين البسطاء، فيما يفسح المجال للمتنفذين ومافيا العقار والمخدرات لمراكمة الثروة بطرق مشروعة وغير مشروعة. ويذكر استشهاد محسن فكري -شهيد الحكرة- بحوادث أخرى مماثلة شهدها هذا الوطن الجريح، من قبيل حادث ما عرف بقضية مي فتيحة، وكذا هدم منازل بالجنوب بدعوى عدم الترخيص، والتي تذكر جميعها بالعهد البائد الذي يزعم حكام البلاد تجاوزه وطي صفحته، فيما الواقع اليومي يؤكد نقيض ذلك تماما. هذا، وشهدت الحسيمة ليل الجمعة مصرع محسن فكري، وهو بائع للسمك في شاحنة الأزبال، بعد أن حاول إخراج أسماكه التي صادرتها منه السلطة عنوة بدون مسوغ قانوني، بدعوى عدم قانونية صيد هذا النوع من السمك، وأظهرت مقاطع الفيديو والصور الملتقطة بشاعة الحادث، والطريقة المأساوية التي انتقل بها فكري البالغ من العمر 31 سنة إلى جوار ربه. ومازالت الحسيمة والمناطق المجاورة لها ببني بوعياش وإمزورن، تعيش حالة من الغليان، وموجة من الغضب العارم مع تجدد الاحتجاجات على خلفية هذا الحادث الصادم، الذي يأتي قبل أيام من الذكرى الستين للاستقلال، الذي شكل الريفيون ملامحه الأولى بخوضهم لمعارك مهمة بقيادة أسد الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي للانعتاق من المستعمر الغاشم، ولكن أبناءه المغاربة ما زالوا يعانون من الاستبداد الظالم.