حالة من الحداد الشامل تعيشها مدينة الحسيمة، منذ صباح اليوم الأحد، حزنا وغضبا على مقتل بائع السمك محسن فكري، الذي قضى طحنا ليلة الجمعة الماضية داخل شاحنة لجمع النفايات، فيما جرى إخراج جثة الراحل من المستشفى الإقليمي للمدينة، وسط حشد كبير من المواطنين الذين توجهوا بها صوب إمزورن، مسقط رأس الضحية. وبعد ساعات قليلة من بزوغ فجر اليوم، خرج العشرات من شباب الحسيمة وسط الشوارع، رافعين العلم المغربي بجانب العلم الأمازيغي، مرددين شعارات غاضبة على مقتل محسن فكري، فيما جابت جولتهم غالب مرافق وأزقة المدينة، مطالبين بإغلاق المحلات والمقاهي بنداء "الشعب يريد إغلاق المدينة". "يا شهيد ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح" و"سلمية سلمية" و"سوا اليوم سوا غدا.. الحقيقة ولا بد".. شعارات من بين أخرى رفعها المحتجون، الذين ارتفعت أعدادهم بالتحاق عدد من المواطنين، الذين قدموا من مدن محاذية للحسيمة، منها وجدة؛ وهي الاحتجاجات التي توقفت عند بعض المقرات المهمة للاحتجاج، مثل مقر البلدية. ولاحظت هسبريس توقف مهنيين بميناء الحسيمة عن العمل، انخراطا منهم في حالة الحداد التي رفعها المواطنون؛ فيما أعلن أبناء الحسيمة عن انضمام عديد من المهنيين في قطاعات مختلفة، منها النقل والنظافة والتجارة. وكان لبنكيران نصيب من غضب المحتجين، حيث قال أحدهم في تصريح لهسبريس، إن "رئيس الحكومة مسؤول عن الوضعية التي تعيشها الحسيمة"، مضيفا: "لن ننسى يوم قال بنكيران إنه لا يعرف الحسيمة. واليوم، عليه أن يستقيل؛ لأنه لا يمثل الشعب المغربي"، وفق تعبيره، فيما عبّرت مداخلات المحتجين عن غضبها من تعامل الإدارة العمومية مع المواطنين في المدينة، معتبرين أن تهور الإدارة المغربية تسببت في وفاة بائع السمك. ووسط غياب ملحوظ للمصالح الأمنية، توجهت المسيرة الحاشدة صوب المستشفى الإقليمي للحسيمة، حيث يرقد جثمان الراحل محسن فكري، إذ هاج الغاضبون في اللحظة التي جرى فيها إيداع الجثة داخل سيارة الإسعاف، بترديدهم لشعارات "بالروح بالدم.. نفديك يا شهيد"، وسط تنظيم محكم للمحتجين، الذين توجهوا على الأقدام في مسيرة صامتة صوب منطقة إمزورن، على بعد قرابة ثمانية كيلومترات من مركز الحسيمة.