إلهي أين المفر وقد أصبحت كل بقعة في الأرض مهددة بالإرهاب؟. أصبحنا نُخَوَّف في عقر دارنا بالهجمات المسلحة. أصبح أحدهم يكفر المسلمين المعتدلين ويتوعدهم بجهنم على الأرض. لم نسمع قط يوما أحدا يتحدث عن الآخر مثل ما أصبحنا نسمع به الآن.. أين الخطأ؟.. أصبح من يطالب بالسلم وعدم استعمال العنف منافقا في خانة الأعداء يجب النيل منه. إلهي أين المفر؟ لقد أصبحنا ممزقين، محاصرين بين مطرقة الإرهاب وسندان الحكومات المتطرفة بمعنى التطرف الآخر الذي لا يقبل سوى رأيه، الذي لا يعترف إلا بحقيقة تؤمن له مشروعية الحكم على الرقاب. نريد فقط أن نكون أشخاصا عاديين، كل بدينه محترم، في إنسانيته محترم، في بلده محترم، فالتعددية واحترامها من أهم ركائز التعايش. لقد أصبحت تغلق شيئا فشيئا علينا دائرة حقوقنا، حرياتنا وتطلعاتنا، باسم الحل الذي تريد أن تفرضه علينا الحكومات المتأسلمة. التطرف، وكما هو منوط به لا يؤمن بالرأي الآخر، ينكر تواجده ويصطدم اصطداما عنيفا معه، يتوعد المسالمين والحداثيين بالتنكيل، فلا نجد مفرا سوى حكوماتنا العربية المتأسلمة، وإن كانت جائرة، كبديل للابتعاد عن التطرف الشاذ، الذي أصبح عالميا وليس خاصا بالدول العربية والإسلامية، إذ أصبحت كل المجتمعات العالمية تفضل الحكومات اليمينية والمتشددة كوسيلة للمحافظة على هويتها من العولمة؛ وبالتالي من التبعية أو الانقراض في ظَل الغزو الفكري والاقتصادي العالمي الموحد. إن الفكر الديني المتطرف أو المتشدد لا يمكن أن يصلح شيئا باسم الدين، بل يزيد الطين بلة، يعطي للطرف المقابل، أي "التحرر المتطرف"، كذلك كل الوسائل والدوافع المفبركة والواهية للتسويق للأفكار التحررية الشاذة والإشادة بها. أين المفر وقد أصبح العالم محاصرا بين مطرقة التطرف وسندان أحلام وتطلعات الحكومات المتأسلمة؟ .