قال مصطفى مشتري الناشط بحركة 20 فبراير، إنه رغم ما للمدخل الدستوري من أهمية في الإصلاح، فإنه في نظر الشباب المغربي ليس كافيا، بل يجب أن يرافقه إصلاح سياسي عميق وكذا إجراءات فورية لبناء الثقة بين الدولة والمجتمع. كلام مشتري جاء في مداخلة شارك بها في ندوة دولية حول موضوع "التحولات السياسية في العالم العربي وسقوط خطاب العنف"، والتي نُظمت خلال الأسبوع المنصرم بالعاصمة التونسية تونس، وأكد مشتري في المداخلة ذاتها –حصل موقع "هسبريس" على نسخة منها- على أن الحراك الذي يعرفه المغرب منذ 20 فبراير والذي دشّنه الشباب المنضوي تحت مجموعات فايسبوكية، هو تفاعل مع الثورات التي انطلقت في عدد من الدول العربية، من أجل المطالبة بإحداث تغيير حقيقي على مستوى بنية الدولة المغربية، وكذا إسقاط الفساد وإقرار ملكية برلمانية.
وأشار مصطفى مشتري إلى أن حركة 20 فبراير رغم ما قال عنه محاولات التشويش التي تعرضت لها من قِبل السلطة وعدد من الهيآت، فإنها استطاعت أن تخرج في مظاهرات شملت أكثر من 50 مدينة يوم 20 فبراير 2011، واستمرت المظاهرات بعد هذا التاريخ وعرفت التحاق فعاليات سياسية وجمعوية وأصبحت الشعارات أكثر تفصيلا ودقة خصوصا فيما يتعلق بإسقاط الفساد ومحاكمة رموزه، معتبرا أن الخطاب الملكي ل 9 مارس جاء تفاعلا مع مطالب الشباب.
وعلى مستوى تعاطي الدولة مع المظاهرات أبرز الناشط بحركة 20 فبراير إن هذا التعاطي تميز بالسماح للشباب بالتعبير عن آرائهم ومواقفهم سواء من خلال التظاهر أو من خلال إشراكهم في حوارات ولقاءات إعلامية، لكن استراتيجية الدولة تغيرت حسب المتحدث انطلاقا من 15 ماي حيث طغى العنف على تعاملها مع من وصفهم بالشباب المصرين على التظاهر حتى تحقيق مطالبهم وعلى رأسها الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وختم مشتري مداخلته في الندوة الدولية المشار إليها، بقوله إن إمكانية الإصلاح في المغرب متاحة والخطاب الملكي ليوم 9 مارس برهن على ذلك، لكن ذلك "يحتاج إلى مزيد من تعميق الإصلاحات وإلى تجسير الثقة بين الدولة والشباب من جهة، وإلى استمرار النضالات السلمية من جهة ثانية" يضيف الناشط في حركة 20 فبراير.
وعلى هامش ندوة "التحولات السياسية في العالم العربي وسقوط خطاب العنف" التقى ممثل "20 فبراير" بأحمد الحفناوي صاحب المقولة الشهيرة "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية" التي باتت عنوانا إعلاميا لسقوط نظام زين العابدين بن علي، وبعد نقاش حول الوضع العربي أوصى "العم هرمنا" شباب المغرب من خلال مصطفى مشتري بأن يطالبوا بالحرية وألا يتخلوا عن هذا المبدأ الذي وصفه بالعظيم، وبأن يصبروا ويثبتوا "فإن النصر قريب".