قال محمدو ولد صلاحي، السجين الموريتاني المفرج عنه مؤخرا من معتقل "غوانتنامو"، إنه لن يلاحق قضائيا من قاموا بتعذيبه في السجن الأمريكي سيء السمعة. وقال ولد صلاحي، البالغ من العمر 45 عاما، ضمن ندوة صحفية مشتركة مع هيئة دفاعه، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، إنه "يسامح كل من ظلمه" .. وأضاف: "لن أرفع دعوى قضائية ضد أي حد، أسامح الجميع". من جهة أخرى، أبدى محمدو شكره لكل من ساهم في الإفراج عنه، موجها تحية لفريق دفاعه وللهيئات الحقوقية التي دافعت عنه. وتسلمت السلطات الموريتانية محمدو ولد صلاحي الاثنين الماضي، بعد الإفراج عنه من قبل السلطات الأمريكية، ووصل نواكشوط في نفس اليوم على متن طائرة عسكرية أمريكية. وقالت رئيسة فريق دفاع ولد صلاحي، المحامية الأمريكية نانسي هولاندر، إن المذكرات التي أصدرها ولد صلاحي من داخل زنزانته كان لها دور كبير في جعل قضيته محط اهتمام رأي عام دولي، وساهمت في الإفراج عنه. وأضافلت المحامية الأمريكية، خلال نفس الندوة، إن "ولد صلاحي ما كان يجب، في الأصل، نقله لمعتقل غوانتنامو .. نحن نشعر بالسعادة للإفراج عنه". أما المحامي الموريتاني إبراهيم ولد ابتي، عضو هيئة الدفاع نفسها، فقد رأى إن مذكرات ولد صلاحي "فضحت أساليب التعذيب والتحقيق بمعتقل غوانتنامو، وكيف استخدم الأمريكيون بعض المحققين والضباط العرب في تعذيب السجناء". واعتبر ولد ابتي، في حديثه أمام الصحافيين، أن هيئة الدفاع ملزمة بقرار ولد صلاحي عدم ملاحقة أي شخص في قضيته. يشار إلى أن محمدو ولد صلاحي كان قد كتب عام 2015، من داخل زنزانته، مذكرات عن معتقل "غوانتنامو" .. تحدث فيها عن معاناته بالسجن، وقد تمت ترجمتها إلى 25 لغة. ويعتبر ولد صلاحي من أقدم السجناء في معتقل غوانتانامو، حيث سلمته موريتانيا إلى الولاياتالمتحدة بعد هجمات 11 شتنبر 2001 الإرهابية .. وفي أكتوبر 2015 أطلقت السلطات الأمريكية سراح موريتاني آخر، يدعى أحمد ولد عبد العزيز، من غوانتانامو. وتسارعت في الآونة الأخيرة موجات الإفراج عن معتقلين "غوانتنامو"، في محاولة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الوفاء بوعده بإغلاق المنشأة الكائنة بكوبا، وهي التي ضمت نحو 780 سجينا منذ العام 2001، قبل أن يتم إطلاق سراح معظمهم، حيث يتبقى به حالياً أقل من 50 معتقلاً. وكان أوباما قد تعهد، خلال حملته الانتخابية عام 2008، بإغلاق معتقل غوانتنامو، إلا أنه لم ينجح في تنفيذ وعده بعد، بسبب اعتراضات الجمهوريين رغم اتهامات منظمات حقوقية لأمريكا بارتكاب وقائع تعذيب وتعامل غير إنساني مع السجناء. وصرح مسؤولون في البيت الأبيض، مؤخرا، أن فصل الصيف من هذا العام سيشهد تكثيفًا لعمليات ترحيل المعتقلين من غوانتنامو، مع اقتراب موعد انتهاء ولاية أوباما. وأنشأ مركز الاعتقال، الواقع في قاعدة بحرية أمريكية في خليج غوانتنامو في كوبا، في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، بعد هجمات 11 شتنبر 2001، والحرب على أفغانستان، وأرسل إليه أول المتهمين بالإرهاب في 11 يناير 2002، في إطار الحرب التي أعلنها بوش على الإرهاب. * وكالة أنباء الأناضول