"لا تدع أحداً يمنعك من قراءة الإنجيل في بلدك المغرب"، هكذا لخص مسيحيون مغاربة موقفهم من توزيع كتاب الإنجيل والمطبوعات والأشرطة المسيحية في المغرب؛ وهي العملية التي أعلنوا رفضهم تسميتها "التنصير"؛ فيما نادوا بضرورة إقرار حرية المعتقد ورفع التضييق على أنشطتهم في المملكة. وقطع المسيحيون المغاربة أشواطا متقدمة في مشروعهم الإعلامي الذي أطلق عليه "مغربي ومسيحي"، إذ لقي تجاوبا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك" و"يوتوب"؛ فيما توقفوا هذا الأسبوع عند الحلقة 21، التي طرحت قضية "التنصير" في شكل حوار تمثيلي بين مغربي قادم من بلاد المهجر (يوسف) وآخر مسيحي (رشيد) يقدم هدية عبارة عن كتاب الإنجيل وقرص مدمج يشرح المسيحية باللهجة الدارجة. ويحيل "الفيديو" إلى حوار "يجيب على بعض الأسئلة التي يطرحها الناس"، من قبيل "هل من حق المغاربة المسيحيين أن يبشروا بدينهم؟" و"هل من حقهم أن يوزعوا مطبوعات ومنشورات مسيحية؟"، ثم "ما الحرج إذا قدم أحدهم إنجيلا أو شريطا أو ملفا آخر من مطبوعات مسيحية؟"؛ فيما يرى العمل ذاته أن توزيع منشورات مسيحية في المغرب لا يعد تنصيرا بل "تبشيرا ودعوة إلى المسيحية بطريقة متحضرة". وانتقد الإعلامي المسيحي رشيد حمامي ما أسماه "التكفير" الذي يواجه به بعض المغاربة كل معتنق للمسيحية أو من ينشر المطبوعات المسيحية، مضيفا: "التكفير هو المشكل الذي أصاب المجتمع، لأننا أبناء آدم وحواء"؛ فيما طال الانتقاد أيضا الحرية التي يتمتع بها المسلمون في توزيع مصاحف القرآن مقابل "التضييق على كل من يريد توزيع كتب الإنجيل من المسيحيين المغاربة واعتباره كتابا مرتبطا بالأجانب". وتابع رشيد: "أن تكون مغربيا لا يعني أنك مسلم.. نعم كلنا نولد بجنسية واحدة، لكن كل واحد منا يختار دينه وفق ما يريد"، مضيفا: "كما أنّ هناك مغاربة مسلمين يوزّعون القرآن ولا يمنعهم أحد، فكذلك نريد نحن ألا يمنعنا أحد ونحن نوزع الإنجيل"، وانتقد في الوقت ذاته غياب "حرية المعتقد" في المغرب قائلا: "للأسف لا توجد في بلادنا حرية المعتقد، رغم أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعطي كل واحد حق اختيار الدين الذي يرتضيه وأن يوزع كتبه، بما فيها الإنجيل". "الفيديو" ذاته يشير إلى أن حرية المعتقد غائبة في المغرب، و"لو طبقت لكانت البلاد مثل البلدان المتقدمة"، مضيفا على لسان رشيد: "تعجبنا الحرية لما تكون في مصلحتنا، لكننا نرفضها حين تكون عكس ذلك..فنفرح حين يعتنق إسباني مثلا الإسلام، أما حين يعتنق مسلم المسيحية نرفض الأمر". ورفض الناشط المغربي إطلاق وصف "التنصير" على عملية التعريف بالمسيحية في أوساط المغاربة، مفضلا تسميتها ب"التبشير"، وزاد موضحا: "نقوم فقط بتوزيع الإنجيل الذي هو كتاب 'سيدي ربي' وليس لا بمخدرات ولا إرهاب، بل يدعو إلى المحبة وأن يحب الإنسان الله ويحب أخاه"، ليشير إلى أن توزيع الكتب المسيحية في المغرب "لا يجب أن يشكل حرجا ولا أن يتسبب في مشاكل للمغاربة..كما لا يجب أن يترك أحدنا حقه في قراءة الإنجيل بالمغرب".