عادت نبيلة منيب، الأمينة العام للحزب الاشتراكي الموحد متزعمة تحالف فيدرالية اليسار الديموقراطي، لتوجه انتقاداتها صوب مكوني "القطبية السياسية"، على حد تعبيرها، في إشارة إلى حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، واصفة الصراع القائم بين الحزبين ب"صراع الديكة". وقالت منيب، خلال حديثها ضمن مائدة مستديرة نظمها فرع مؤسسة "هنريخ بول ستيفتونغ" الألمانية في شمال إفريقيا بمقره بالرباط، إن "الحزب الذي يدعي الحداثة ليس حداثيا في ظل عدم مطالبته بإصلاح يؤكد على هذه الهوية"، في إشارة إلى حزب "الجرار"، مضيفة أن مسعى الحزب لا يسير في اتجاه القيام بإصلاح حقيقي، بل محاربة الإسلاميين، قبل أن تزيد: "والمغاربة ليسوا مهتمين بصراع الديكة". وكما هي عادتها، أطلقت زعيمة الحزب اليساري مدفع انتقاداتها في جميع الاتجاهات، بما فيها ما وصفته ب"القطب المحافظ"، الذي يتزعمه "إخوان بنكيران"، متهمة حزب "المصباح" بالتطبيع مع الدولة والسير في ظل توجهاتها، والرجوع عن الوعود التي قدمها الحزب بالقضاء على الرشوة والفساد. وحول المشهد السياسي الذي أفرزته الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر، استغربت منيب الدينامية التي سار وفقها المشهد بعد الانتخابات بعد ما منح الصدارة للحزب، الذي قام وفق تعبيرها ب"بإصلاحات لا شعبية"، وأضافت: "في الوقت الذي كان منطقيا فيه أن تتناقص شعبية الحزب، تقدم خطوات وتحصل على عدد أكبر من المقاعد والأصوات". وبالرغم من خلافها واختلافها مع "البيجيدي"، اعتبرت زعيمة حزب الاشتراكي الموحد أن فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات "أفضل" من فوز حزب الأصالة والمعاصرة، مضيفة: "المخزن انهزم لأنه أراد أن يصل البام في المرتبة الأولى، لكنه انهزم بفوز البيجيدي.. وهذا أفضل". وعادت منيب، خلال المناسبة ذاتها التي أقيمت بالرباط، للحديث عن توجهات حزبها، مؤكدة أن الفيدرالية حاولت الاستفادة من الدروس التي استخلصتها من المسلسلات الانتخابية الماضية، موضحة أن التحالف الذي تقوده فضل التركيز في استراتيجيته الجديدة على الشؤون الداخلية والانتخابات، قبل أن تزيد: "حاولنا المحافظة على الحضور في الشارع لتأطير الشباب وفي الوقت نفسه تسجيل الحضور على مستوى المؤسسات، عبر تواجد برلمانيين عن الفيدرالية".