رغم التقارب الحاصل بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، وقرار الأول تأجيل مشاوراته الحكومية إلى نهاية الشهر بسبب مشاكله التنظيمية، إلا أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين من لدن الملك محمد السادس، قرر أن يستدعي محمد ساجد، الأمين العام ل"حزب الحصان"، من أجل التفاوض معه حول الدخول إلى الحكومة المقبلة. واستقبل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى جانب رئيس مجلسه الوطني سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، محمد ساجد، اليوم الأربعاء بالمقر المركزي ل"المصباح" بحي الليمون في الرباط؛ وذلك في إطار بحثه عن الأغلبية التي ستشكل الحكومة الجديدة في السنوات الخمس المقبلة. ووفقا لاتفاق سابق بين "الحمامة" و"الحصان" فإن مفاوضات ساجد وبنكيران ستظل شكلية، لكون "الدستوري" أكد أن ما يجمعه مع حزب التجمع الوطني للأحرار "يستوجب النظر في إمكانية تجسيد هذا التقارب عبر تشكيل فريق مشترك على صعيد مجلس النواب، في أفق تحالف مستقبلي بين الحزبين"، وهو ما يعني أن المفاوضات النهائية ستكون مع الحزبين ككتلة نيابية واحدة. محمد ساجد الأمين، العام ل"حزب الحصان"، أكد في تصريح للصحافيين عقب انتهاء جولة مشاوراته مع رئيس الحكومة، أن "الاتحاد الدستوري، الذي عاش في المعارضة لمدة 20 سنة، متفائل بالمستقبل، وتشكيل الحكومة مع الفرقاء الآخرين"، داعيا إلى "ضرورة مناقشة أي عرض سيقدمه رئيس الحكومة مع الأجهزة"، وزاد: "سنتقاسم الأمر مع الحليف الأول الذي دخلنا معه في فريق واحد"، في إشارة إلى "حزب الحمامة". الأمين العام ل"حزب الحصان" قال: "نحن في المرحلة الأولى، وننتظر نهاية المشاورات واقتراح الهندسة التي سنجد فيها أنفسنا"، سجل أن "اللقاء مع رئيس الحكومة جاء لتبادل الآراء حول المرحلة المقبلة، بعد تهنته بالنتائج الانتخابية التي حققها حزب العدالة والتنمية"، مضيفا: "نحن متفائلون بالمرحلة المقبلة ونتمنى أن يكون تكوين الحكومة ميسرا، وأن تكون تركيبتها في مستوى انتظارات المغاربة". وكان بنكيران دشن أولى اللقاءات التشاورية لتشكيل الحكومة الجديدة مع حزب الحركة الشعبية، بعد تعذر اللقاء مع التجمع الوطني للأحرار، الحزب الثاني في الأغلبية السابقة، تلاه حزب التقدم والاشتراكية، وبعده استقبل أول حزب في المعارضة السابقة، وهو حزب الاستقلال، ثم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.