اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأربعاء،بجملة مواضيع منها معركة الموصل لطرد (داعش) المتطرف منها ،والقضية الفلسطينية،وتطورات الحرب في سوريا، والأزمة اليمنية،فضلا عن مواضيع محلية وإقليمية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (الجشع والاحتكار) أن الحملات التى قامت بها الأجهزة الرقابية أخيرا على الأسواق،أظهرت وجود تلاعب كبير من قبل بعض التجار ورجال الأعمال فى حركة السلع الغذائية خاصة الاستراتيجية مثل القمح والسكر والأرز. وبعد أن ذكرت بأنه تم ضبط " ملايين الأطنان" من السلع التى يتلاعب بها المتاجرون بأقوات الشعب دعت إلى إعادة النظر فى منظومة الإنتاج والاستيراد والتوزيع لتلك السلع، لمنع أى عمليات احتكار وضمان وصولها إلى الأسواق بسلاسة ودون تلاعب وفقا للأسعار العادية. كما شددت على أهمية استمرار حملات الأجهزة الرقابية على الأسواق معتبرة أن هذه المهمة تعني أيضا المواطنين وجمعيات حماية المستهلك ومنظمات المجتمع المدنى. وفي نفس الموضوع كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان (لا رحمة مع المحتكرين) أن المواطنين يدفعون ثمنا باهظا لضعف التشريعات في مواجهة أباطرة احتكار السلع وتخزينها وحجبها عن المستهلكين كما أن الدولة نفسها تدفع ثمنا لا يقل فداحة لأن جهودها التنموية تنكسر أمام غضب المواطنين وعدم رضاهم بسبب أباطرة الفساد. وأكدت أن الدولة ، وهي تواجه كل صنوف التحديات في الداخل والخارج، تحتاج أول ما تحتاج الى اصطفاف جماهيري يقف صفا وحدا خلف المصلحة القومية العليا للوطن داعية إلى أن تشديد العقوبات صار حتميا ضد كل من يسرقون دعم المواطن الفقير. أما صحيفة (الأخبار) فكتبت في مقال بعنوان (الدعوة المشبوهة) عن الدعوة لإضراب يوم 11 نوفمبر وقالت إن "المقصود والمستهدف من الدعوة المشبوهة للخروج(..)هو إحداث أعلى قدر من الضجة حول هذه الدعوة، ونشر أكبر قدر من القلق والتوتر العام لدى عموم الناس". واستطردت أنه بالرغم من أن أصحاب الدعوة المشبوهة يعلمون يقينا أن لا أحد سيستجيب لهم " لكنهم مستمرون في سعيهم للخراب والدمار بكل السبل الممكنة، مهما بلغت دناءة وخسة هذه السبل (..) ولكن الشعب لن يمكنهم من ذلك وسيحبط مساعيهم الخسيسة ". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها أن اجتماع كبار علماء الفتوى في العالم الإسلامي الذين يمثلون ثمانين دولة في القاهرة، وبحضور فاعل من الأزهر ، يشكل أول خطوة مهمة على طريق محاصرة الإرهاب ومواجهة وتجفيف منابعه الفكرية من خلال دحض فتاوى مشبوهة تصدر عن بعض مدعي الفقه الذين يسوغون للجماعات الإرهابية القيام بأعمال شائنة لا تمت للإسلام بصلة. وأوضحت الافتتاحية أنه تم الوقوف على وجود تقصير من دور الإفتاء سمح لأشباه رجال الدين أن يعتلوا المنابر ويحتلوا الشاشات ويصدروا فتاوى تشرعن العنف والقتل والتخريب والتفجير وانتهاك الحرمات، وهو ما يستوجب من دور الإفتاء كسر حاجز الخوف والمبادرة إلى المواجهة بقوة وحسم والرد على الأفكار الضالة بمنهجية علمية رصينة، وعدم ترك الساحة لمثل هؤلاء . ومن جهتها، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، عن إنجاز الكثير من الخطط والمبادرات والاستراتيجيات والبرامج والمشاريع العملاقة، خلال أكثر من عشرة أعوام من تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئاسة الحكومة. وأوضحت الصحيفة أن تم خلال هذه الفترة تطوير أداء الحكومة ذاتها التي أعيد تشكيلها عدة مرات، وتم تشكيل العديد من فرق العمل وانعقد الكثير من الاجتماعات والخلوات، وتأسس العديد من الوزارات والأجهزة الحكومية الجديدة، واحتل الشباب صدارة العمل الحكومي، وحققت دولة الإمارات أعلى المراكز والمستويات العالمية والإقليمية في مختلف المجالات. وأبرزت الافتتاحية، أنه كل هذه الإنجازات لا تسمح بالمجاملة ولا التجميل، في دولة مثل دولة الإمارات التي تطمح دائما للصدارة والريادة العالمية، كما أنها لا تمنع أيضا من الاعتراف بجوانب القصور إلى جانب جوانب التفوق. أما صحيفة (الوطن)، فلاحظت في افتتاحيتها، أنه بعد أن باتت أغلب دول العالم تدعم الحق الفلسطيني بقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وإن دون مستوى الدعم الواجب للقضية الأطول والأعقد منذ عقود كثيرة، فإن حركة (حماس) تواصل شق الصف الفلسطيني وتعميق الشرخ في شعب لا تنقصه المآسي ولا الكوارث والنكبات، وهي تفرض سلطتها وهيمنتها على قطاع غزة المحاصر والذي يفوق تعداد سكانه المليوني نسمة يعانون الويلات والفقر المدقع وفوق ذلك عنجهية (حماس) التي تعتمد القوة الضاربة لمواصلة السيطرة على القطاع . وفي البحرين، أكدت صحيفة (الوطن) أن البحرينيين عرفوا منذ القدم قيمة التعايش مهما اختلفت الأصول فتوافقوا عليها، وحافظوا عليها، والآن سيواصلون مسؤوليتهم لحماية بلادهم، مبرزة أن ذلك ما أفشل وسيفشل أي محاولة لتشويهها أو المساس بها لتبقى واحة للسلام والتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود والهندوس وغيرهم. وكتب رئيس تحرير الصحيفة أنه في عالم يبحث عن السلام في ظل صراعات دامية، وفي عالم يتطلع للتعايش والمحبة في ظل انتشار الكراهية والتطرف، ضربت البحرين أروع الأمثلة في التعايش والسلام بين مكوناتها المتنوعة، مشيرا إلى أن هذا التعايش الفريد كان ومازال امتدادا لتاريخ طويل يفخر به البحرينيون، وسيورثونه لأجيالهم مستقبلا، وهو تاريخ ارتبط بهوية البحرين التي تميزت بها عندما شهد العالم الفتوحات الإسلامية التي استطاعت دمج مجموعة مختلفة من المكونات في نسيج واحد يحترم كل مكون الآخر، فسادت الحريات الدينية والعامة، وكفلتها الأنظمة والقوانين على مدى تطورها التاريخي حقبة تلو أخرى. وعلى صعيد آخر، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) مناقشات وتصريحات اجتماع مجلس الوزراء، الذي شدد خلاله ولي العهد النائب الأول لرئيس المجلس، عدم التساهل في كل ما من شأنه المساس بمستوى وجودة التعليم من خلال تطبيق المعايير التي تكفل جودة التعليم وفق مبدأ العدالة والإنصاف التي تصب في صالح العملية التعليمية، موضحة أن ذلك الدفع الثابت والمستمر من أعلى السلطات في البلد بهذا النهج سيكون له أبلغ الأثر، في حالة المتابعة والتقويم المستمر لما يجري على الساحة التعليمية من مشاريع وقرارات وإجراءات. وشددت الصحيفة على وجوب وضع الثقات في المواقع الإدارية والتعليمية والتربوية، وضبط إجراءات حماية الكفاءات المتعددة التي يزخر بها الميدان التعليمي والتربوي، مشيرة إلى أن "اهتمام القيادة بالتعليم ثابت وراسخ، نحن في حاجة إلى متابعته وتكثيف وتفعيل أدواته، حتى نضمن تحقيق ما نصبو إليه جميعا، من تعليم ذي أرضية صلبة" يدعم جميع الرؤى الاقتصادية والتعليمية لنهضة المملكة. وبخصوص معركة الموصل، قالت صحيفة (الوسط) إن استعادة الموصل ستمثل ضربة قاضية لتنظيم (داعش) الإرهابي الذي سيطر على مساحات شاسعة من سورية والعراق، مستطردة أن طرد التنظيم من الموصل لن يحقق لوحده السلام المنشود، إلا إذا تبعته عملية سياسية ناجحة، وتفاهم إقليمي يمنع إعادة السيناريو الذي حدث من قبل. وكتبت الصحيفة أن البلاء الذي عم العراق أوضح المخاطر الجمة التي تنال من الجميع وتحولهم إلى فريسة سهلة للإرهاب والفساد والتبعية، معتبرة أن الفرصة أمام العراقيين سانحة من أجل "حماية مستقبل بلادهم من الأزمات والكوارث التي يصنعها الإنسان لنفسه عندما يرفض التعايش مع الآخر، لينتهي به الأمر تحت سيطرة التخلف أو الفساد أو الإرهاب أو الظلم والدكتاتورية". وبالأردن، تطرقت صحيفة (الدستور) للقرار النهائي الذي تبنته أمس الثلاثاء منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) حول القدسالمحتلة، باعتبار المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف إسلامية خالصة، ولا تاريخ لليهود فيها ولا علاقة لهم بها. ونقلت الدستور عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، وصفه تبني (اليونسكو) لهذا القرار، بالتاريخي ويؤشر على وعي دولي بهذا الحدث الجلل، معتبرا أيضا إياه انتصارا سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا مهما. ودعا المومني، بحسب الصحيفة، دول العالم إلى بذل مزيد من الجهود لتنفيذ القانون الدولي، مشيرا إلى أن انتهاكات إسرائيل بحق الحرم الشريف تولد الغلو والعدائية. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الرأي) أن إعلان الإدارة الأمريكية، بخصوص معركة الموصل، بأن هزيمة (داعش) ليست سهلة وأن الأمر يتطلب وقتا طويلا من غير الممكن تحديده مسبقا، يعني أنه ستكون هناك عملية استنزاف طويلة قد تعطي هذا التنظيم الإرهابي المزيد من الوقت لإعادة ترتيب صفوفه وتجديد استعداداته ليقوم بهجوم معاكس سواء في العراق أو في سورية لتحقيق مكاسب على الأرض تجعله يكرس نفسه مجددا كرقم رئيسي وأساسي في المنطقة. وأشارت الصحيفة في مقال إلى أن الإدارة الأمريكية، في أغلب الظن، عندما تصل إلى هذا الإستنتاج مبكرا وفي الساعات الأولى من بدء ما يعتبر "تحريرا" للموصل، فإنها لا تشكو من قلة الأسلحة ولا الذخائر ولا المقاتلين ولا الأخذ بعين الإعتبار إمكانية صمود (داعش) لفترة طويلة غير متوقعة، بل لأن هناك "تداخلات" إقليمية لا تريد لهذا التنظيم الإرهابي أن ينتهي وليبقى يشكل حجة لاستهداف الذين يرفضون التمدد الإيراني والهيمنة الروسية في المنطقة على أساس قومي - عربي وسواء أكانوا شيعة أم سنة. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال، أن معركة الموصل بالنسبة ل (داعش) مصيرية، لكن، تضيف الصحيفة، رغم حالة التراجع الكبير الذي يعاني منه التنظيم والخط البياني المتسارع في الانحسار، فإنه من المبكر القول إن المعركة حسمت في الموصل وإن التنظيم لا يبدي مقاومة حقيقية. وأضافت أن القاعدة الذهبية التي يتم تجاهلها تتمثل في أن الشروط الموضوعية السياسية والمجتمعية، والعوامل الداخلية والإقليمية، هي التي تفسر مدى صعود هذا التنظيم وتراجعه وكذا انحساره. وأكدت أنه إذا لم يكن هناك أفق سياسي حقيقي للسنة في العراق، وإذا بقيت الحكومة العراقية ومن ورائها الإيرانيون يفكرون بالعقلية نفسها، من الهيمنة وتوظيف الورقة الطائفية وتهميش السنة ومحاولة السيطرة على العراق، وإلحاق "سورية المفيدة" به، فإن التربة الخصبة قادرة على إعادة إنتاج شروط صعود جديدة، سواء ل (داعش) أو تنظيمات أخرى تتبنى "الأزمة السنية". وفي السعودية، كتبت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "أفكار لوزان وهدنة حلب" أن بين أفكار لوزان وهدنة حلب تظل الأزمة السورية تراوح مكانها مبددة كل أمل في الوصول ولو لانفراج بسيط قد يقود إلى حل ولو جزئيا يبنى عليه حل دائم لوقف انتهاكات حقوق الانسان المستمرة في سورية. وقالت "في لوزان طرحت أفكار لا تزال هناك خلافات كبيرة بشأن الطريق الواجب اتباعها لإرساء وقف لإطلاق النار حسب استيفان دي ميستورا المبعوث الأممي، ما يعني انه لا توافق على تنفيذ الأفكار". وتساءلت "كم من قمة وكم من مؤتمر عقد ولم نر نتائج تعطينا ولو بصيص أمل من التفاؤل بأننا بصدد حلحلة للأزمة السورية"، معتبرة أن "نتائج هذه القمم وتلك المؤتمرات تصيب المتابع بالإحباط وتجعله يعتقد أن هناك امورا يجهلها تتعدى تلك النتائج إلى ما هو أسوأ". وفي الشأن العراقي، أكدت صحيفة (اليوم) أن "التحذير من تدخل الحشد الشعبي في المعارك الدائرة لتخليص الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي هو تحذير في محله، ذلك أن الجيش العراقي هو وحده المخول لدخول معركة تحرير الموصل وتحريره من التنظيم الداعشي الإرهابي". وقالت إن "التدخلات في هذا الشأن من أي جهة من الجهات لن يؤدي إلا لتعقيد المهمة التي يتحملها العراقيون لتخليص إقليمهم المحتل، وأن أي تدخلات محتملة لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب". وخلصت إلى أن "الأمل يحدو جميع الأوساط الدولية والعربية لمساعدة الجيش العراقي على تأدية واجبه في تخليص الموصل من احتلال داعش دون تدخل من أي جهة من الجهات". وفي الشأن اليمني، كتبت صحيفة (عكاظ) في افتتاحيتها تحت عنوان "الحوثيون واختبار الهدنة" أن إعلان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ هدنة اليوم (الأربعاء) ولمدة 72 ساعة، هو "بمثابة بادرة أمل جديدة لوقف الأعمال القتالية ومنح الفرصة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدن والمحافظات التي يحاصرها الانقلابيون". وشككت الصحيفة في نية "الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح الالتزام بها على خلفية الهدن السابقة التي خرقوها حتى قبل أن تبدأ". ومن هذا المنطلق، تؤكد الصحيفة، "كانت مطالبة ولد الشيخ الأطراف اليمنية والإقليمية والمجتمع الدولي بتشجيع الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية حتى يفضي إلى نهاية دائمة للنزاع. وهو ما يأمله الجميع إذ إن الهدن الموقتة لم تعد مجدية لأن الميليشيات الحوثية لم تحترمها وبات مطلوبا التوصل إلى هدنة دائمة تفضي إلى حل سياسي".