شرعت السلطات الاقتصادية للنمسا في وضع خطة إستراتيجية لحمل شركاتها من أجل إطلاق شراكات مع المقاولات المغربية، في أفق غزو القارة الإفريقية الغربية اقتصاديا. وأكد فانسون بيتش، العامل بالبعثة الدبلوماسية في السفارة النمساوية بالرباط، أن المغرب يعدّ من الدول التي تحظى باهتمام خاص من لدن المسؤولين ومن لدن رجال الأعمال النمساويين. وأوضح بيتش، في تصريح لهسبريس، أن هناك توجها رسميا من بلده من أجل إعطاء دفعة قوية للمبادلات التجارية مع الرباط والتي تعدّ ضعيفة مقارنة مع الإمكانات التي يتوفر عليها البلدان على مستوى العديد من المجالات الاقتصادية. وقال المتعاون مع المستشار الاقتصادي النمساوي بالرباط: "قيمة المبادلات لم تتجاوز العام الماضي 115.3 مليون أورو، في الوقت الذي سجل فيه تراجعا بنسبة 3 في المائة تقريبا في النصف الأول من العام الجاري؛ غير أننا متفائلون بأن الأمور ستسير نحو الأفضل". وأضاف المتحدث: "هذا التراجع له علاقة بحالة التخوف التي تسود أوساط رجال الأعمال النمساويين اتجاه العالم العربي، وأعتقد أن هذا الشعور بدأ يتراجع بشكل كبير، والمغرب يظل بلدا بعيدا عن مثل هذه التأثيرات". فانسون بيتش شدّد على أن "الشركات النمساوية واعية بأهمية الموقع الإستراتيجي للمغرب، وهي ترغب في تحويله إلى منصة حقيقية للتوجه نحو أسواق إفريقيا الغربية، خاصة السينغال والكوت ديفوار وأسواق أخرى. وهذا توجه عام لكافة المقاولات المحلية في بلدي". وأشار بيتش إلى أن "المصالح الاقتصادية المتخصصة تتلقى بشكل منتظم طلبات من لدن الشركات النمساوية من أجل البحث عن فرص عقد شراكات مع المقاولات المغربية، في قطاعات البناء والأشغال العمومية والتجهيزات الموجهة إلى الصناعات الغذائية والدوائية". وأورد المسؤول بالسفارة النمساوية أن قطاع التنقيب على البترول يظل بدوره من القطاعات التي تلقى اهتماما لافتا من لدن هذه الشركات، التي أكد بأنها تسعى جادة من أجل الاستقرار في المغرب وفتح فرص أعمال لها مربحة للطرفين المغربي والنمساوي.