تم أمس الاربعاء بمدينة طنجة تنظيم لقاء اقتصادي لعرض فرص الاستثمار والإمكانات الاقتصادية المتاحة بالمغرب أمام المستثمرين والمقاولات الاسبانية، لا سيما في مجالي النقل والخدمات اللوجستية. فقد تم خلال فعاليات اللقاء الاسباني المغربي الرابع المخصص لقطاع النقل والخدمات اللوجستية، إبراز المؤهلات والفرص التي يتيحها المغرب أمام رجال الأعمال والشركات والمقاولات الاسبانية الراغبة في الاستثمار في المملكة، وتقوية تعاونها مع المقاولات المغربية في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وقال المستشار الاقتصادي والتجاري لدى السفارة الإسبانية بالرباط، لويس مورينو أوسكار غارسيا-كانو، متحدثا في هذه المناسبة، إن هذا اللقاء يعد فرصة مثالية لتسليط الضوء على الروابط الاقتصادية والتجارية المتقدمة والقوية بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن المغرب لديه العديد من المؤهلات التي تمكنه من أن يتحول عن جدارة ل "سوقا استراتيجية" بالنسبة لإسبانيا. وفي هذا السياق، أشاد السيد غارسيا كانو بالعلاقات الاقتصادية والتجارية "المثمرة" و "الصلبة" التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، مشيرا الى أن المغرب احتل سنة 2014 المرتبة التاسعة كأهم شركاء إسبانيا الاقتصاديين الخارجيين، و المرتبة الاولى على مستوى القارة الافريقية، وبلغت قيمة المعاملات التجارية 8ر5 مليار دولار أو ما يعادل 20 بالمائة من إجمالي واردات المغرب. وأضاف أن من أهم المنتجات التي تصدرها إسبانيا نحو المغرب تتعلق على وجه الخصوص بالمحروقات وأجزاء السيارات، في حين تتشكل الواردات الاسبانية من المملكة المغربية من المعدات الكهربائية، و الملابس الجاهزة وقطع غيار السيارات. وأوضح أن المغرب يستقطب من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر، نحو 30 بالمائة من الاستثمارات الاسبانية على مستوى القارة الأفريقية، وعزا هذا المعطى المتميز إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي ينعم به المغرب وموقعه الجغرافي الاستراتيجي كبوابة تجارية هامة نحو أفريقيا، بالإضافة إلى التزام المملكة باختيار تحرير المجالين الاقتصادي والتجاري والإصلاحات الهامة التي يعتمدها خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، ركز المتحدث على القطاعات التي توفر إمكانات واعدة للمقاولات والشركات الاسبانية الراغبة في الاستثمار في المغرب، خاصة منها قطاع الطاقة المتجددة، وصناعة السيارات والطيران والخدمات اللوجستية، والنسيج، مشيرا إلى أن للبلدين "تكامل اقتصادي" يمكنهما من الدخول في شراكات مربحة للجانبين. من جانبها، أكدت مديرة الغرفة الإسبانية للتجارة والصناعة بطنجة، أمل بوصوف، أن اللقاء يهدف إلى الرفع من حجم الاستثمارات الإسبانية في المغرب وتعزيزه،وكذا تمكين الشركات والمقاولات الاسبانية من نسج علاقات اقتصادية وطيدة مع نظيرتها المغربية،من اجل تكثيف التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك. ويندرج اللقاء،الذى يستمر يومين، والمنظم بمبادرة من الغرفة الإسبانية للتجارة والصناعة بطنجة تحت إشراف الوزارة الاسبانية للاقتصاد والتنافسية بالتعاون مع المكتبين الاقتصادي والتجاري بالرباط والدار البيضاء التابعين للسفارة الاسبانية بالمغرب، في إطار تشجيع اصحاب الرأسمال الاسبان للاستثمار في المغرب و خلق فضاء للتبادل والتلاقي بين الشركات والمقاولات الاسبانية والمغربية. وسيتم التركيز خلال اليوم الثاني من الفعالية على اللقاءات المباشرة بين الشركات والمقاولات الإسبانية ونظيرتها المغربية لتحديد المشاريع ذات الاهتمام المشترك وفرص التعاون الاقتصادي والتجاري البيني .