اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بعدة مواضيع منها بدء معركة تحرير الموصل العراقية من براثن تنظيم (داعش) المتطرف، وتطورات الأزمة اليمنية، والحرب في وسورية،فضلا عن مواضيع أخرى محلية وإقليمية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (تحرير الموصل) أن الجميع يأمل أن تكلل هذه المعركة بالنجاح ويتم تحرير الموصل من (داعش) المتطرف. وأكدت على أنه مع إدراك صعوبة معركة الموصل التى تعتبرها الحكومة العراقية مسألة حياة أو موت، فإن الموقف يتطلب ضرورة توفير ممرات آمنة للمدنيين للخروج من المدينة، كما يتطلب الموقف تجهيز أماكن آمنة لإيواء النازحين، وقالت" ونحن نبارك اليوم انطلاق عملية تحرير الموصل، نأمل أن نحتفل قريبا مع الشعب العراقى(..) بتحريرها وخلاص أهلها ليعيش جميع سكانها بكل طوائفهم وأعراقهم فى استقرار وسلام ووئام". أما صحيفة (الأخبار) فكتبت في مقال حول ما يتردد عن الدعوة "المشبوهة" للإحتجاج العام يوم 11 نونبر القادم وقالت إن الهدف هو أن " تكون هناك ضجة عالية الصوت تشغل عامة الناس وخاصتهم (..) وأن تكون مصدر قلق عام وإرباك كبير لدى ولاة الأمور وشريحة المسؤولين في الدولة..." وأضافت أن الهدف هو أيضا " خلق حالة من الارتباك العام لدى سلطة الإدارة والحكم في الدولة، وذيوع وانتشار حالة من القلق والتخوف العام في الشارع (..) فهل ننتبه إلى ذلك أم نساعدهم في تحقيق مآربهم وأغراضهم المسمومة؟!". وفي نفس السياق نشرت صحيفة (الوفد) الناطقة باسم حزب الوفد (ليبرالي) على صدر صفحتها الأولى بيانا للحزب اعتبر فيه أن الدعوة للتظاهر تستهدف جر مصر إلى الفوضى وقالت إن يوم "11/11 سيكون شأنه شأن كل الدعوات الإخوانية السابقة التي رفضها الشعب وكان الفشل والخزي والانهزام مآلها". ودعا البيان "كافة أبناء الوطن لوحدة الصف وإدراك حجم المخاطر التي تتعرض لها البلاد". وفي السعودية، كتبت جريدة (الرياض) في افتتاحيتها بعنوان "جدية الدعوة وجدية الاستجابة" أن "الحل السياسي في اليمن متوافر والجميع يسعى إليه دون الانقلابيين الذين عرقلوا كل الجهود التي سعت من أجل تحقيقه كونه لن يكون في مصلحتهم وتحقيق أهدافهم من الانقلاب". وقالت إن "دعوة الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في اليمن لإنهاء العنف بين الحوثيين والحكومة ليست الأولى من نوعها، فكم من المطالبات التي دعت الانقلابيين إلى ه دن متعددة وافقوا عليها وكانوا أول من خرقها". واختتمت بالقول "لن نستعجل الأمور بعد الدعوة الأمريكية البريطانية إلى الوقف الفوري غير المشروط لوقف النار في اليمن ونقفز إلى النتائج، لكن سننتظر مدى جدية الدعوة وجدية الاستجابة لها من قبل الانقلابيين". وفي الشأن السوري، كتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها تحت عنوان "المملكة والموقف من الثورة السورية" أنه ومنذ اندلاع الثورة السورية وموقف المملكة العربية السعودية ثابت لم يتغير، وهو الموقف الداعي إلى "المحافظة على الشعب السوري والذهاب إلى التسوية الفاعلة ضمن شرعية انتقالية بتراضي كافة أطراف المعارضة". وشددت الصحيفة على أهمية التوصل إلى حل سلمي يضمن إنهاء الأزمة وفقا لما تضمنه بيان جنيف الأول وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة". وتحت عنوان "الموصل ليست داعش"، كتبت صحيفة (عكاظ) في افتتاحيتها أن معركة استعادة السيطرة على محافظة الموصل انطلقت بعد داعية إلى القضاء على "هذه العصابة المارقة، والدفاع عن سيادة العراق ووحدة أراضيه". وعبرت الصحيفة عن الخشية من أن "تخرج هذه المعركة عن أهدافها المعلنة، وأن يدفع الأبرياء من المدنيين العزل ثمنا لنزاعات طائفية وأجندات تتبناها المليشيات المتداخلة مع القوات النظامية وعلى رأسها الحشد الشعبي والفصائل والتشكيلات العسكرية المنبثقة عنه". وفي البحرين، أشادت صحيفة (الوطن) بكلمة رئيس مجلس النواب، أحمد الملا، خلال افتتاح الدور الجديد للمجلس الوطني، أول أمس، وقالت إنه "اليوم في الوطن، لا حياد مع مستهدفيه، ولا الطامعين فيه، والقانون هو سيد الموقف وحده، والقضاء العادل فيه الثقة المطلقة"، مبرزة أن "البحرين ليست دولة ظالمة، بل دولة محبة ومتسامحة لدرجة أن بعض المسيئين لها طالهم (عطفها) و(تسامحها)، حتى وإن كانوا من ضاربي الرماح وأسهم الغدر في ظهرها". وشددت الصحيفة على أن البحرين بلد التسامح والتعايش والوحدة الوطنية التي تأتي فوق كل اختلاف مذهبي أو عرقي، مستطردة أن ذلك "لا يعني أن تتخذ هذه الشعارات (حججا) ووسائل كحصان طروادة لتغلغل من جديد في مفاصل الدولة (..)"، مؤكدة أنه "لا حياد" في الوقوف مع الوطن والدفاع عنه، وأن "من قالوا بأنهم (محايدون) خلال وقت سعى الانقلابيون لاختطاف البحرين، هؤلاء شاركوا في الجرم بسكوتهم، وقبولهم الإساءة لوطنهم وقيادتهم دون أن يصدر عنهم حرف، بالتالي هؤلاء اليوم (لا صوت) لهم لدينا". وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (الأيام) إلى أن مناورات (درع الخليج 1) للقوات البحرية السعودية سارت حسب الخطة والبرنامج التي تم وضعها من قبل القوات السعودية، وهي مناورات في مياه الخليج العربي وبحر العرب ومضيق هرمز، موضحة أنها مناورات تأتي لرفع جاهزية القوات البحرية. وبعد أن أعربت الصحيفة عن الأسف حيال "التصريحات العدائية المستمرة من إيران، وهي الجارة القريبة لدول مجلس التعاون والتي يجب أن تحترم حق الجوار!"، تساءلت: "لماذا فقط دول الخليج هي التي تثير حفيظة إيران مع أن إيران كل سنة لها مناوراتها البحرية؟!"، مشددة على أن "التهديدات الإيرانية لدول الخليج لن تجد إلا مجتمعا خليجيا موحدا أمام تلك الأطماع". وبخصوص معركة الموصل، كتبت صحيفة (الوسط) أن النصر العسكري ليس هو المسألة الأهم، فالهزيمة إنما حدثت في 2014، لأن وحدات وفرقا من الجيش والشرطة انهارت بسبب الخلاف السياسي، وبسبب مخططات أكبر من العراق كانت تسعى إلى الاستفادة من الفراغ السياسي، موضحة أن الوضع الآن يختلف، وبالتالي فإن التحديات الماثلة بعد الانتهاء من معركة الموصل تتمثل في معالجة جذور المشكلة المرتبطة بانتشار الفكر الذي لا يقبل بوجود الآخر. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تحديات عديدة يتمثل بعضها في الحفاظ على سلامة المدنيين داخل المناطق الآهلة بالسكان، وفتح ممرات آمنة لحماية الذين سيضطرون إلى الخروج من مناطق القتال، كما أن هناك حاجة إلى معالجة العملية السياسية بحيث تكون شاملة لجميع فئات المجتمع بصورة منصفة، مبرزة أن هذه التحديات صعبة، لكنها قابلة للحل والتوافق عبر إرادة حكيمة مشتركة. أما إذا حدث انهزام سياسي مرة أخرى - بعد الانتصار العسكري المرتقب - فإن ذلك سيعني عودة تنظيمات مشابهة لتنظيم (داعش) في المستقبل. وفي اليمن كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، عن بدء معركة الموصل كما كان متوقعا، لتحريرها من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي. وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم اعتمد خلال السنوات المنصرمة شتى أشكال الترويع والترهيب في المناطق التي وقعت في قبضته، فمارس أبشع أنواع القتل والذبح والسبي والتدمير والإبادة ضد مختلف المكونات الدينية والمذهبية والقومية، كما قام بتفجير المساجد والكنائس والمعابد والمواقع التاريخية الأثرية التي تعود لآلاف السنين ونهب محتوياتها. وشددت الافتتاحية على أن تنظيم (داعش) لم يكن نبتة غريبة، بل هي " ابنة بيئتنا، تم توليدها في أقبية المخابرات الأجنبية كما تم استيلاد داعش الأم (القاعدة) لتقوم بخدمة أهداف محددة، من خلال ما يسمى الحروب بالوكالة. لكن عادة ما يخرج الوحش عن السيطرة فيتم القضاء عليه أو لجمه إذا كانت صلاحيته لم تنته". وبالرغم من تأكيد (الخليج) على أن معركة استعادة الموصل لن تكون سهلة، فقد عبرت عن الأمل في أن تكون نتائجها بداية النهاية للإرهاب. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها أنه لم تحظ عملية مرتقبة ومدعومة دوليا بمتابعة كالتي تشهدها الموصل مع انطلاق العملية العسكرية لتحريرها من تنظيم (داعش) الإرهابي. وأبرزت أن المخاوف التي تصاحب العملية متعددة الجوانب، أولها المعارضة العالمية الواسعة لمشاركة مليشيات (الحشد الشعبي) الإرهابية المدعومة إيرانيا والتي تأخذ تعليماتها منها، وسبق أن سببت الويلات والنكبات واستباحت المدنيين في عدد من المناطق التي تم استعادتها من (داعش)، مضيفة أن الأمر الثاني يتعلق بموجة نزوح جماعي غير مسبوقة تاريخيا يتوقع حصولها خلال فترة قصيرة، حيث قدرت بعض الاستطلاعات أنها ستبلغ المليون عراقي دفعة واحدة خلال أيام قليلة. ومن جهتها، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أنه مع مرور عشر سنوات على تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئاسة الحكومة وما رافقها من انجازات، فقد تم تحديد أجندة وطنية واضحة ومحددة بمجالات عملها وتكليفاتها، خاصة بالمرحلة المقبلة. وبالأردن، وتحت عنوان "رؤى جديدة"، ذكرت صحيفة (الرأي) أنه أمام المشكلات والأزمات المتلاحقة، لا بد من رؤى جديدة تحدد الأولويات، وتضع الخطط المناسبة للخروج من أوضاع اقتصادية صعبة، سواء على الموازنة والدولة والمواطنين، أو اجتماعية تعززها الأفكار المشتتة لتنعكس سلبا على السلوك العام والخاص. واعتبرت الصحيفة أنه أمام أزمة ثقة وانحسار لغة الحوار حول العديد من القضايا كتعديل المناهج، واتفاقية شراء الغاز من إسرائيل، والشعور الجماعي بعدم وجود عدالة واستمرار الوساطة والمحسوبية، لا بد من أدوات وأشخاص يعلنون الحقائق الغائبة، ويشخصون التحديات ليضعوا حلولا وفرصا ومخارج لهذه الأوضاع التي ما تزال تحت السيطرة. وفي موضوع آخر، تطرقت صحيفة (الدستور) إلى معركة تحرير الموصل، آخر معقل ل (داعش) في العراق، والتي بدأت فجر يوم أمس، مشيرة إلى أن الأردن يأمل أن تشكل هذه المعركة نموذجا للإرادة والتحالف في مواجهة الإرهاب، واجتثاث عصابة (داعش). ونقلت الصحيفة عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، قوله أمس الاثنين في بيان أن تحرير الموصل من عصابة (داعش) الإرهابية، سيشكل مرحلة حاسمة في القضاء على هذه العصابة في العراق وسيشجع على اجتثاثها في أماكن تواجدها كافة. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "عراق ما بعد داعش"، أن معركة الموصل لن تكون نزهة للأطراف المشاركة فيها، لأن "داعش" لم يعد يمتلك خيارات واسعة للمناورة كما كان قبل فقدانه لغالبية أراضي محافظة الأنبار، وهذا يعني، تضيف الصحيفة، أنه سيقاتل "بشراسة" للحفاظ - على الأقل - على وجوده الظاهر في ثاني أكبر محافظة عراقية، مشيرة إلى أن تعدد الأجندات للأطراف المتوقع مشاركتها في المعركة ربما يمكن اعتبارها نقطة سلبية تخدم "داعش" بشكل أو بآخر. واعتبرت الصحيفة معركة الموصل واحدة من المراحل التاريخية التي يمكن أن تؤسس لمراحل لاحقة، تحمل في طياتها العديد من السيناريوهات المتوقعة في مرحلة ما بعد "داعش" أو الموصل، لافتة أن العراق بحاجة لمرحلة تاريخية تؤسس لبداية جديدة قائمة على القوى الوطنية العراقية النقية، ومبنية على المصالحة، وكف يد المليشيات، وقيام عملية سياسية خالية من المجرمين، وتمثل جميع أطياف الشعب.