اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأحد، بجملة مواضيع في مقدمتها الأزمة في سوريا ودخول الهدنة بها حيز التنفيذ منذ يوم أمس، ومناورات (رعد الشمال) التي انطلقت أمس في السعودية، والعلاقات الإيرانية الخليجية. ففي مصر أعربت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (هدنة سوريا) عن الأمل في أن ينجح اتفاق إطلاق النار في سوريا وأن يكون مقدمة لإرساء دعائم سلام شامل فى سوريا بما، يمكنها من عبور أزماتها والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامة شعبها. ودعت المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره فى الحفاظ على وحدة وسلامة أراضى سوريا ، وعلى الجميع أن يعى أن مسألة إرساء دعائم السلام فى سوريا وعودة اللاجئين إلى ديارهم التى هجروها ابان سنوات الحرب، تشكل ضرورة عربية وإسلامية وإقليمية . أما صحيفة (الأخبار) فكتبت في مقال لها أن التوصل لهذا الاتفاق ما كان يتم لولا توافق وتنسيق بين القوتين العظميين لتجنب الصدام بينهما متسائلة عما إذا كانت الأطراف الإقليمية سترضى بأن يكون الاتفاق خطوة نحو الحل السلمي. وأكدت أنه يتعين على المجتمع الدولي إن كان جادا في المساعدة علي تحقيق هذا الهدف العمل علي ان ترفع جميع الاطراف أيديها العابثة عن سوريا. أما صحيفة (الجمهورية) فكتبت في افتتاحيتها عن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الاسيوية وزيراته اكاخاخستان وقالت إن العلاقات بين مصر وكازاخستان تعتبر نموذجا يحتذى لعلاقات الشراكة بين الشعوب والسعي المطلوب لمواجهة القضايا الملحة على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي قطر اعتبرت صحيفة ( الشرق) أن مناورات (رعد الشمال) التي انطلقت أمس في السعودية ، "ترسل رسائل عديدة وفي مختلف الاتجاهات، وأهمها الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والتأكيد على الجاهزية الكبيرة لصد أي عدوان محتمل قد يستهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة ". غير أن الرسالة الأهم التي تبعث بها هذه المناورات، تضيف الصحيفة في افتتاحيتها ، "هي أن عهد الاعتماد العسكري على القوى الكبرى قد ولى بلا رجعة، وأن الأمة العربية والاسلامية، بدأت في رسم ملامح مستقبلها ومصائرها بأيديها"، مبرزة أن مناورات (رعد الشمال) اضافة الى كونها تجسيدا لإرادة العمل المشترك للأمة في مواجهة التحديات الخطيرة التي تكاد تعصف بالمنطقة، "هي أيضا رسالة للسلام والأمن والاستقرار". بدورها ،اعتبرت صحيفة ( الراية) في افتتاحيتها أن مناورات (رعد الشمال) ،التي تعد الأكبر عسكريا في المنطقة "تؤكد أن الجميع يقف صفا واحدا لمواجهة التحديات الراهنة بالمنطقة والحفاظ على السلام والاستقرار فيها كما تؤكد أن التحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنته السعودية أصبح واقعا عمليا لمواجهة أي تهديدات تمس أمن أي دولة في المنطقة". ومن هذا المطلق ، ترى الصحيفة أن هذه المناورات "جاءت في ظل تنامي التهديدات الإرهابية وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني ولذلك فإنها تعكس رغبة وإصرار الدول المشاركة فيها في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة كما أنها تؤكد الحاجة إلى تفعيل التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب والتهديدات التي يشكلها تنظيم (داعش) على الجميع". وفي البحرين قالت صحيفة (الوطن) في افتتاحية بعنوان "لا لولاية الفقيه في البحرين"، إن شيعة البحرين أكدوا دائما رفضهم لولاية الفقيه، مع لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة قبيل الاستقلال، ثم في الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني ومشاركتهم الإيجابية فيه عام 2001، مبرزة أنهم ثبتوا في كل هذه المواقف عروبة البحرين وهويتها وجددوا البيعة للوطن. وكتبت الصحيفة أن دخول إيديولوجيا ولاية الفقيه الأجنبية على هؤلاء، وإرغامهم على تبنيها "نشر بيننا الكراهية والإرهاب، فكل 10 سنوات تعيش الدولة محاولات انقلابية تلو الأخرى والهدف واحد، وهو إسقاط النظام وإقامة نظام ثيوقراطي يتبنى ولاية الفقيه بالنسخة الإيرانية"، مشددة على أن "البحرين دولة عربية إسلامية، ولا يمكن تطبيق نظام ثيوقراطي فيها ونشر إيديولوجياته بين شعبها، فلا مكان لولاية الفقيه في البحرين". ومن جهتها، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إنه بعد أن فشلت إيران في اختراق الحدود السعودية الجنوبية، وانهيار مشروع الانقلابيين الحوثيين في اليمن، فهي تتحرك حاليا لمحاولة إحداث اختراق للحدود الشمالية السعودية العراقية، مستعرضة ما نشرته جريدة (الشرق الأوسط)، أمس، حول تخزين إيران لأسلحة في بلدة عراقية قرب حدود السعودية. وأشارت الصحيفة إلى أنه مثلما كان الحوثيون هم حصان طروادة إيران في اليمن لحصار السعودية على الحدود الجنوبية، صارت المليشيات الشيعية وما يسمى ب(حزب الله العراقي) هي قفاز إيران على الحدود الشمالية مع العراق، مستطردة أن "كل هذه المؤامرات الإيرانية لن تنال من صمود القوات السعودية وبسالتها، واستعدادها للرد الحازم على أي مناوشات إيرانية على الحدود مع العراق". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية ، حدد خلال انعقاد (منتدى التعاون العربي الروسي الثالث) في موسكو، عدة ثوابت في السياسة الإماراتية والعربية إزاء ما تتعرض له المنطقة العربية حاليا من تحديات ومخاطر. وأبرزت، في هذا السياق، أن الإرهاب يمثل بمختلف وجوهه خطرا داهما يقتضي التصدي له جماعيا، إضافة إلى السياسات الإيرانية التي لم تنفك تشكل تهديدا للمنطقة العربية من خلال التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول العربية. وشددت الافتتاحية على أن وزير الخارجية والتعاون الدولي كان يتحدث باسم دولة الإمارات وبقية الدول العربية، ويحدد المواقف بوضوح لا لبس فيها، وفي منتدى تشارك فيه إلى جانب العرب دولة كبرى هي روسيا التي تلعب دورا في المعركة على الإرهاب وفقا لرؤيتها السياسية والاستراتيجية، رغم اختلاف بعض المواقف معها إزاء تفاصيل الحل السياسي في سوريا. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن هدنة إطلاق النار في سوريا بدأت وسط ترقب عربي وعالمي، موضحة أن الجميع يأمل في أن تؤدي هذه الهدنة إلى وقف فعلي للأعمال القتالية، التي استمرت على مدى خمس سنوات، وأدت إلى تدمير بنية الدولة السورية، وتشريد الشعب السوري، ومقتل وجرح وسجن مئات الآلاف. وأكدت على أنه في ظل التطلعات بأن تنجح هذه الهدنة، فإن ما بعدها، في حال نجاحها، هو الأكثر حساسية وأهمية، خصوصا، مع الحاجة إلى تنازلات فعلية من النظام السوري، من أجل المصالحة، ووجود ملايين السوريين الذين تم تشريدهم داخل سوريا وخارجها. وشددت الافتتاحية على أن فرصة وقف إطلاق النار الحالية، فرصة لن تتكرر، وأي خرق لهذه الهدنة، أو إفشال لها، سيؤدي إلى اختطاف كل المنطقة نحو تداعيات خطرة جدا.