قرّر كل من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التحالف ضمن تكتل يجمع ما أسموه "الأحزاب الوطنية الديمقراطية"، والدخول بشكل ثنائي في المشاورات التي يباشرها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين من لدن الملك محمد السادس. وفيما نفى قياديون من الحزبين أي خلاف قائم بينهما وبين حزب العدالة والتنمية، شددوا على أن الدخول في المشاورات سيرتكز على البرامج والتصورات. وقال حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، في ندوة مشتركة بمقر الاستقلاليين بالرباط مساء اليوم الاثنين، إن حزبه بجانب حزب "الوردة" يتعرض لهجمة "تحاك ضد الأحزاب الوطنية التي يمثلها حزبانا معا"، مضيفا: "جاءت المرحلة لتعود فيها الأمور إلى نصابها.. فلما اشتغلنا فرادى كانت النتائج سلبية على الوطن وعلى الحزبين، وكان تراجعنا استهدافا للحركة الوطنية". وعاد شباط إلى حكومة بنكيران الأولى التي أعقبت انتخابات 2011، ليقول: "اختلفنا منذ البداية وشاركنا من موقف ضعف بستة وزراء. وبالرغم من أننا كنا الحزب الثاني في النتائج، ليأتي حزب الأحرار ويعوضنا بعشرة وزراء ورئيس مجلس النواب"، ليكشف أن أول لقاء جمعه بالقيادي الاشتراكي عبد الواحد الراضي وقتها: "ناقشنا التحالف، وكنا نتمنى عودة الكتلة الوطنية". وتابع القيادي الاستقلالي أن وجود حزبه وحزب "الوردة" بات مهددا "كحزبين من الحركة الوطنية.. فبدونهما لا سياسة في البلاد، وما نتعرض له يتطلب التحالف في واضحة النهار وإلا مصيرنا سيكون الهلاك". وفي تلميح إلى حزب الأصالة والمعاصرة، قال شباط: "لا يعقل أن يأتي حزب قرر ألا يشارك في الحكومة ويفتي على باقي الأحزاب في قراراتها المصيرية؛ فلا يمكن أن نقبل من يملي علينا، ولا من يقرر مكاننا"، ليشدد على أن قواعد حزب الاستقلال "تصر على حتيمة الوجود مع الشعب، ويحبذوا أن يكون مصيرنا واحد بمعية الإخوة في حزب الاتحاد الاشتراكي"، ليختتم بقوله: "يجب أن نقاوم، ولن نساوم، وسنمضي في التنسيق المشترك". من جهته، ثمّن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، موقف شباط. وأورد لشكر أنه كان حريصا، منذ نتائج اقتراع 07 أكتوبر، على عقد اجتماع بين قيادات الحزبين، و"بالرغم من كل الادعاءات والإيحاءات الموجهة للرأي العام وكل محاولات التأثير في قرارنا السياسي، فقد قلنا: لا لأي قرار يملى علينا؛ لأن القرار بيد الحزبين معا". واعتبر لشكر أن موقف حزبه يبث رسالة واضحة: "لا يمكن أن يوهمنا أحد بأن هناك قطبية مصطنعة؛ بل هناك قطب حقيقي هو قطب الأحزاب الديمقراطية الوطنية الذي يمثله الحزبان"، موردا أنه "لا يمكن التفرج على الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، بمؤسساتها المعطلة، من محكمة دستورية ومجلس أعلى للقضاء وبرلمان"، متابعا: "نحن نجتمع لندق ناقوس الخطر؛ لأن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار".